الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
تعبيرية (تصوير نبيل اسماعيل)
تعبيرية (تصوير نبيل اسماعيل)
A+ A-
 مع تشريعِ قانونِ "الكابيتال كونترول"، يولدُ في لبنان أوّلُ حالةٍ شيوعيّةٍ جديدةٍ بعد سقوطِ الشيوعيّةِ العالميّةِ سنةَ 1991. مَذمَّةٌ أن يُصبحَ لبنان أوّلَ نظامٍ شيوعيٍّ في القرنِ الحادي والعشرين، وقد كان لبنانُ أوّلَ نظامٍ ليبراليٍّ في العالمِ العربيِّ في بدايةِ القرنِ العشرين. سَمِعوا الكلمةَ واتَّجَهوا بنا شرقًا شرقًا أكثرَ مِمّا أرْشَدَ إليه أمينُ عامّ "حزبِ الله". نعيش على الأيّامِ والمآسي. نُختارُ ولا نَختار. تَدَجَّنَّا على السَجِيّة. البعضُ أصبح لبنانيًّا من دون أن يريد. والبعضُ بات عروبيًّا من دون أن يؤمن. والبعضُ أمسى فارسيًّا من دون أن يدري. وجميعُنا صِرنا شيوعيّين ولم نُرِدْ، ولم ننَتفِضْ. يا عارَ الأجيال. وأيُّ شيوعيّة؟! غايةُ الشيوعيّةِ في مفهوم كارل ماركس هي سعادةُ الإنسان. أما في "الواقعِ الشيوعيِّ" اللبنانيِّ فهي شقاوةُ الإنسان. قد لا تكونُ هيكليّةُ النظامِ اللبنانيِّ شيوعيّةً، لكنَّ نظامَ عَيشِ اللبنانيّين هو نظامُ الشعوبِ في الدولِ الشيوعيّة السابقة. تقنينُ الماءِ والكهرباء، حِصَصٌ غذائيّةٌ، اختفاءُ الأدويةِ، نَزْرٌ في المحروقات، نقضٌ في الموادِّ الحياتيّةِ، اختلالُ نظامِ العرضِ والطلب، انتعاشُ السوقِ السوداءِ والتهريب، فِقدانُ العُملاتِ الأجنبيّة، غيابُ الرقابةِ باستثناء الرقابةِ البوليسيّة. كسادٌ وفسادٌ واستبداد، إلخ... اليومَ سَقط لبنانُ لأن الحريّةَ سَقطت، ومعَها لَفظَت الديموقراطيّةُ أنفاسَها. فلِمَ بعدُ الانتخاباتُ النيابيّةُ والرئاسيّةُ؟ ولِمَ تداولُ السلطةِ فيما الديموقراطيّةُ أَفَلت. رغم ذلك، هناك من يواصِلُ إنكارَ الواقعِ الانقلابيِّ في لبنان ويُقارِب الأزمةَ الحكوميّةَ كأنّها خلافٌ على ثلثٍ مُعطِّلٍ ووزيرَين مسيحيَّين، إلخ... أخطرُ الانقلاباتِ هي الانقلاباتُ غيرُ العسكريّة....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم