إنّ ما تتميّز به المسيحيّة عن سائر الأديان هي نظرتها إلى العلاقة بين الله والإنسان. فهذه العلاقة، بحسب الرؤية المسيحيّة، هي علاقة أبٍ مع أبنائه. هذا ما نستخلصه من تعاليم السيّد المسيح كما نقلتها لنا الأناجيل المقدّسة وسائر كتب العهد الجديد. فالسيّد المسيح كان يتوجّه دائمًا إلى الله مخاطبًا إيّاه بلفظة "الأب". ومثال ذلك صلاته التالية: "أحمدكَ، يا أبتِ، ربّ السماء والأرض، لأنّك حجبتَ هذه عن الحُكَماء والفُهَماء و كشفتَها للأطفال. أجل، أيّها الآب، إنّه هكذا حسن لديك". ثم يتابع موضحًا العلاقة الحميمة بينه وبين الله: "إنّ أبي قد دفع إليّ كلّ شيء فلا أحد يعرف الابنَ إلاّ الآب، ولا أحد يعرف الآبَ إلاّ الابنُ ومن يريد الابنُ أن يكشفَ له" (متى 25:11-27). وأمام قبر لعازر، صلّى قائلاً: "أحمدكَ، يا أبتِ، لأنّك استجبتَ لي" (يوحنّا41:11). وفي صلاته في أثناء العشاء الأخير مع تلاميذه، "رفع عينيه إلى السماء وقال: يا أبتِ، قد أتتِ الساعة، فمجِّدِ ابنكَ لكي يمجّدكَ ابنكَ... فالآن، أيّها الآب، مجِّدني عندكَ بالمجد الذي كان لي عندكَ من قبل أن يكونَ العالم" (يوحنّا 1:17-5). ويرد في الأناجيل أنّه كان يستعمل كلمة "أبّا" التي هي اللفظة الأراميّة التي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول