"ديبرشن"

"ديبرشن"

05 ديسمبر 2021
+ الخط -

يوم قررت الذهاب إلى الطبيب النفسي، كنت أنتظر أن أسمع منه كلمتين لا أكثر: "ديبرشن" و"أنكزايتي". أشعر منذ فترة ليست بقصيرة أنني لست بخير. لم أكن يوماً في هذا المكان. أنا التي تعتقد أنها تعرف فهم مشاعرها وكيفية التعامل معها، أشعر بالعجز. وصلت إلى الحضيض.

أحمل منذ فترة شعوراً مخيفاً بالدونية والفشل، أنا الناجحة في عملي. حتّى لقاء الأصدقاء أصبح عبئاً ثقيلاً عليّ. أودّ فقط أن أختفي.

سألني الطبيب إذا كانت تراودني أفكار انتحارية. "لا" قلتها بملء الثقة. أحبّ الحياة، لكنّها ما عادت تستهويني. عاجزة أنا عن الضحك، أو القيام بالحدّ الأدنى من الأمور الروتينية المطلوبة منّي.

أخوض هذه التجربة بخوف ورعب، خوف من الفشل، ورعب من بقائي في هذه الدوامة وعجزي عن الخروج منها

أستيقظ، أبدأ عملي، أكمل فترة بعد الظهر بالنوم، ينتهي النهار، أندم على الوقت الضائع، ثمّ أعاود الروتين نفسه في اليوم التالي.

أصبح البكاء صديقي الدائم. يغافلني في أماكن غريبة. في الكاراج وأنا أصلح سيارتي، في الطريق وأنا أقود، في السوبرماركت. أينما كان.

قالها الطبيب النفسي: اكتئاب قوي وقلق! أن تشعر بشيء، وأن تعرف أنّك "مريض" به، أمران مختلفان كلياً. لا بأس، على الأقلّ أصبح لما أعانيه تسمية واضحة. أحبّ الوضوح حتّى أعرف ماذا ينتظرني.

أبدأ اليوم رحلة جديدة في العلاج النفسي، أنتقل فيها من العلاج النفسي التحليلي الذي بدأته قبل أسابيع، إلى العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، مصحوباً بدواء مضاد للاكتئاب.

أخوض هذه التجربة بخوف ورعب، خوف من الفشل، ورعب من بقائي في هذه الدوامة وعجزي عن الخروج منها. لكن لا بأس أنا، فأنا أقلّه على الطريق الصحيح...