السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

فرنسا بعد صدمة نيس تواجه خطراً "في كل مكان"

المصدر: النهار
زهور ورسائل أمام كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية أمس.   (أ ب)
زهور ورسائل أمام كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية أمس. (أ ب)
A+ A-
 
اجتمع مجلس الدفاع في فرنسا غداة الهجوم الجهادي، الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص في كنيسة في نيس، وأثار موجة استياء واسعة في البلاد وخارجها.
وقتل شاب مسلح بسكين ثلاثة أشخاص صباح الخميس في غضون دقائق في كنيسة نوتردام دو لاسومبسيون في قلب مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا. والضحيتان هما امرأتان، إحداهما في الستين من العمر والأخرى أربعينية وتحمل الجنسية البرازيلية وقندلفت الكنيسة الذي يبلغ من العمر 55 سنة.
وقال المدعي العام لمكافحة الإرهاب المسؤول عن التحقيق جان فرانسوا ريكار للصحافيين، إن منفذ الهجوم الذي أصيب بجروح خطرة على يد الشرطة ونقل إلى المستشفى، تونسي يبلغ من العمر 21 سنة وصل إلى فرنسا في تشرين الأول الجاري بعدما نزل في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20أيلول.
 
وأعلن مصدر قضائي أن رجلا يبلغ من العمر 47 سنة، يشتبه في أنه كان على صلة به، أوقف قيد التحقيق لدى الشرطة مساء الخميس. 
لكن مصدرا قريبا من الملف، دعا إلى توخي الحذر في شأن طبيعة المبادلات بينهما. 
وأعلنت تونس أيضا التي نددت بالهجوم بشدة فتح تحقيق. 
 
وبعدما تمكن فريق من شرطة بلدية نيس من شل حركته، تقدم المهاجم نحو قوى الأمن "بطريقة تهديدية مرددا الله أكبر مما اضطرها لإطلاق النار"، بحسب المدعي العام.
 
وأوضح ريكار أن المحققين وجدوا بالقرب منه مصحفين وهاتفين وسلاح الجريمة وهو "سكين طولها 30 سنتيمترا يبلغ طول شفرته 17 سنتيمترا".
وندد الرئيس إيمانويل ماكرون خلال تفقده المكان الخميس ب"الهجوم الإرهابي الإسلامي"، وأعلن تعزيز خطة "فيجيبيرات" الأمنية ليرتفع عدد الجنود الذين يقومون بدوريات في الشوارع من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف. ورفع حال التأهب الأمني في البلاد إلى أعلى مستوياتها.
 
وقال ماكرون: "إذا تعرضنا للهجوم فهذا بسبب القيم التي نملكها وميلنا إلى الحرية"، مشيرا أيضا إلى هجوم بالسكين تعرض له أحد حراس القنصلية الفرنسية في جدة في السعودية في الوقت نفسه تقريبا. وأضاف : "في فرنسا هناك مجتمع واحد فقط هو المجتمع الوطني. أريد أن أقول لجميع مواطنينا بصرف النظر عن دينهم، سواء كانوا يؤمنون أو لا يؤمنون، إنه يجب علينا في هذه اللحظات أن نتحد ولا نستسلم لروح الانقسام". 
 
ووقع هجوم نيس بعد أسبوعين تقريبا على اغتيال أستاذ جامعي في منطقة باريس، بعد عرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في فصل دراسي حول حرية التعبير. وسبب قتله بقطع رأسه على يد إسلامي روسي شيشاني يبلغ من العمر 18 سنة صدمة في البلاد.
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان مواطني بلاده، الذين يعيشون في الخارج إلى توخي الحذر، مشيرا إلى وجود تهديد للمصالح الفرنسية "في كل مكان". 
 
وقال بعد اجتماع لمجلس الدفاع :"وجهت رسالة تحذير من احتمال وقوع اعتداءات (أعلى مستوى في خطة فيجيبيرات الأمنية)، إلى كل رعايانا في الخارج أينما كانوا، لأن التهديد في كل مكان".
 
وأضاف : "ننتقل سريعا من الكراهية الافتراضية إلى العنف الفعلي، وقررنا أن نتخذ كل الإجراءات لضمان أمن مصالحنا ورعايانا"، موضحا أن التعليمات أعطيت للسفراء "لتعزيز الإجراءات الأمنية" حول الممثليات الفرنسية في العالم من سفارات وقنصليات فضلا عن المدارس.
 
وبعد أسابيع قليلة على قتل المدرس صامويل باتي بقطع الرأس بعدما عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية تظهر النبي محمد في إطار حصة حول حرية التعبير، دعا وزير الخارجية الفرنسي إلى الحذر الشديد في محيط المدارس.
 
وأوضح "اتخذنا قرارا بعدم فتح المؤسسات التربوية إلا من بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية والاهتمام بأولياء الأمور والمدرسين والتلاميذ". وأشار إلى أن هذه التدابير تتخذ "بالتعاون مع السلطات المحلية التي تساعدنا عموما".
وكثرت منذ نهاية الأسبوع الماضي التظاهرات المناهضة لفرنسا والدعوات إلى مقاطعة السلع الفرنسية في العالم الإسلامي تنديدا بدعم ماكرون لحرية نشر الرسوم الكاريكاتورية.   
 
ورجح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان وقوع المزيد من الهجمات على أراضي فرنسا وقت تخوض "حربا ضد الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة".
وصرح لإذاعة "آر تي إل": "نخوض حربا ضد عدو في الداخل والخارج". وأضاف: "علينا أن ندرك أن مثل هذه الهجمات المروعة التي وقعت ستقع أحداث أخرى مثلها".
 
وقال مصدر في الشرطة الفرنسية، إن الشرطة سيطرت أمس، على رجل بعد أن هدد أفرادها بسكينين في ضاحية بجنوب غرب باريس.
وأبلغ المصدر "رويترز" أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات.
 
"وحشية" 
 
وعكست صحف الجمعة في فرنسا الصدمة التي سببها الاعتداء الجهادي في البلاد. فقد كتبت "لوفيغارو" في عنوانها الرئيسي "نيس: فلتان الوحشية الإسلامية في فرنسا"، بينما تحدثت ليبراسيون" عن "دوامة الإرهاب". أما صحيفة "لاكروا" الكاثوليكية، فكتبت "صمود".
 
وندد قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالهجوم "بأشد العبارات" وعبروا عن "تضامنهم" مع فرنسا.  وقالوا: "نناشد قادة دول العالم العمل من أجل الحوار والتفاهم بين المجتمعات والأديان بدلاً من الانقسام". 
 
كما ندد المرشحان للرئاسة الأميركية جو بايدن ودونالد ترامب بالهجوم على دولة "حليفة" للولايات المتحدة. 
ونددت دول إسلامية عدة بينها تركيا والسعودية وإيران الهجوم "بشدة"، بينما عبرت تونس من جهتها عن "تضامنها مع الحكومة والشعب الفرنسي". 
أما الفاتيكان ، فقد أعلن أنه "لا يمكن القبول بالإرهاب والعنف إطلاقا". وقال الناطق باسمه ماتيو بروني: "إنها لحظة ألم في وقت الالتباس"، مؤكدا أن البابا فرنسيس "يصلي من أجل الضحايا وأحبائهم".
 
وجاء الهجوم ليطغى على الجدل الدائر في البرلمان حول معاودة فرض الحجر، التي قررتها الحكومة من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد.
ودفع ذلك بالكثير من قادة اليمين واليمين القومي إلى تبني لهجة حرب، حتى أن يعضهم أطلق دعوات إلى "القضاء على العدو".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم