سيقوا الى التطرف

تتواتر الصراعات الطائفية الى حد ان البغداديين يغامرون بحياتهم عند اصلاحهم لسياراتهم.

سيقوا الى التطرف

تتواتر الصراعات الطائفية الى حد ان البغداديين يغامرون بحياتهم عند اصلاحهم لسياراتهم.

Thursday, 6 March, 2008
. عطل المحركات امر سيء في الظروف الاعتيادية، لكن في بغداد، واجه علي عبئا اضافيا: فهو لا يستطيع اصلاح سيارته المرسيدس لانه شيعي.



تقع ورشات اصلاح السيارات الالمانية والامريكية في الشارع الثالث من منطقة الشيخ عمر التي يسيطر عليها الميليشيات السنية والتي لا يجرؤ احد من الشيعة على الاقتراب منها.



فكر صادق بارسال سيارته مع احد اصدقائه السنة لاصلاحها هناك.



قال صادق ،37، وهو يغلق غطاء –البنيد- سيارته " ليس هناك فنيين اخرين يستطيعون اصلاح السيارة. الاختصاصيون موجودون في منطقة الشيخ عمر، وانا خائف جدا من الذهاب الى هناك".



طرد المسلحون السنة كل من هو غير سني من منطقة الشيخ عمر التي كانت يوما ما تضم السنة والشيعة والاكراد الفيلية والارمن في قلب بغداد.



قال محمد عبد القادر،43، ميكانيكي سني متخصص بالمرسيدس "طرد المسلحون حتى المصلحين السنة الذين يصلحون سيارات المسؤولين العراقيين".



بينما يؤجج المسلحون حملات العنف الطائفي في المنطقة، تقوم عصابات الاجرام ايضا بترويع وسرقة المصلحين واصحاب السيارات.



يشكو عبد القادر من كساد عمله لان زبائنه تخشى الميليشيات . واضاف بانهم يستهدفون اصحاب سيارات المرسيدس ظنا منهم انه من المسؤولين الحكوميين وذلك بسبب غلاء اسعار سياراتهم التي يركبونها.



تمارس الطائفية ايضا في منطقة الحي الصناعي في البياع التي يسيطر عليها الشيعة. يكثر المتخصصون هناك في اصلاح السيارات الكورية مثل "الاوبل" التي اصبحت من السيارات المتوفرة والمعروفة في العراق.



سيطر المسلحون السنة على البياع لفترة من الزمن، لكنها الان تحت سيطرة الميليشيات الشيعية. لا يجازف السنة من اصحاب السيارات الكورية بدخول تلك المنطقة.



الكره للسنة عميق هنا حتى بين الذين يعملون معهم يوميا.



فقد محمد خالد،35، شيعي، اخوته الثلاثة على ايدي المسلحين السنة حينما كانوا يسيطرون على المنطقة. ولكن وبعد تفجير الضريح الشيعي في سامراء في شباط من عام 2006، انتفض الشيعة في البياع وطردوا المقاتلين السنة.



قال خالد وهو في ورشته" كان تفجير سامراء بمثابة المنقذ لنا نحن الشيعة. كانوا المسلحون انذاك اقوياء ولا يجاريهم في ذلك احد. كانوا مسيطرين على هذه المنطقة يساعدهم في ذلك اهالي المنطقة من السنة. عليهم الان ان يدفعوا الثمن".



اثرت الطائفية المقيتة على الميكانيكيين وعلى وبقية المصالح الصغيرة الاخرى بسبب خوف الجزء الاكبر من زبائنهم.



البعض ترك مهنته والتحق بركب الملايين من العراقيين الذين تركوا البلد الى الاردن وسوريا. قال زياد سعد،40، سني، ان الميكانيكي الذي يعمل في ورشته في الشيخ عمر قد هاجر الى دمشق.



وقال ايضا "اعرف الكثير من الميكانيكيين العراقيين الذين هاجروا الى سوريا هربا من جحيم العراق".



وصف عبد الله اللامي الناطق الرسمي لوزارة العمل الحالة بانها" كارثية".



وقال "اثر الوضع الامني بشكل كبير على العمال المهرة في بغداد. اجبر العديد منهم على غلق محلاتهم وتركوا المنطقة".



واضاف اللامي ان وزارته لا تملك ارقاما عن عدد المحلات التي اغلقت ولا عن عدد الميكانيكيين الذين قتلوا او اجبروا على ترك مهنهم.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists