خليل الحية.. قائد وفد حماس في مفاوضات الهدنة بغزة

Khalil al-Hayya, senior leader and top Hamas legislative candidate, smiles during an interview with AFP at his office in Gaza City on April 21, 2021. Postponing elections "even for a single day" will push Palestinians "into the unknown", al-Hayya warned in an interview ahead of a long-awaited vote that is clouded with uncertainty. On May 22, Palestinians from the occupied West Bank, the Gaza Strip and east Jerusalem are scheduled to vote for the first time since 2006. (Photo by Emmanuel DUNAND / AFP)
خليل الحية في مكتبه بغزة أواخر أبريل/نيسان 2021 (الفرنسية)

سياسي فلسطيني، قيادي وعضو بالمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس مكتبها للعلاقات العربية والإسلامية، ولد عام 1960، حصل على درجة الدكتوراه في السنة وعلوم الحديث.

انخرط في الحركة الإسلامية على يدي مؤسس حركة حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين، وخاض غمار العمل الشعبي والمقاومة والعمل السياسي.

قاد وفد حركة حماس في فبراير/شباط 2024 إلى مصر لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

المولد والنشأة

ولد خليل إسماعيل الحية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1960 بمدينة غزة في فلسطين لأسرة مقاومة محافظة، وتجرع آلام نكسة 1967، وترسخت صور المعاناة في ذهنه وهو طفل صغير، حيث شاهد اقتحام جيش الاحتلال بيت العائلة واعتقال أفراد منها، من بينهم عمه.

الدراسة والتكوين العلمي

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة حطين بغزة، والمرحلة الإعدادية في مدرسة هاشم بن عبد مناف، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة يافا، ونال درجة البكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 1983.

حصل على ابتعاث إلى الجامعة الأردنية وواصل فيها دراسته، حيث نال درجة الماجستير في السنة وعلوم الحديث سنة 1986، وبعد عقد من الزمن ونيف حصل على درجة الدكتوراه في التخصص نفسه (السنة وعلوم الحديث) من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان عام 1997.

الوظائف والمسؤوليات

بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية بغزة عاد إليها معيدا في كلية أصول الدين سنة 1984، وعُيّن بعد إكمال دراساته العليا مساعدا لعميد شؤون الطلبة، ثم عميدا لشؤون الطلبة بالجامعة نفسها سنة 2001.

أهَّله تحصيله العلمي لنيل عضوية رابطة علماء فلسطين، وانتخب عام 2006 عضوا بالمجلس التشريعي الفلسطيني عن غزة في قائمة "التغيير والإصلاح" لحركة حماس، وتولى رئاسة كتلتها بالمجلس.

تولى مسؤوليات متعددة داخل الحركة، منها عضوية مكتبها السياسي، ونائب رئيس الحركة بغزة، ورئيس مكتب الحركة للعلاقات العربية والإسلامية.

Hamas's chief representative in Lebanon Osama Hamdan (L), Hamas arab relations chief Khalil al-Hayya (C), secretary general of the Popular Front for the Liberation of Palestine-General Command, Talal Naji, arrive for a press conference during a visit to the Syrian capital Damascus on October 19, 2022 for the first time since the Palestinian Islamist group severed ties with Syria a decade ago. Palestinian movement Hamas said it restored relations with the Damascus government after a visiting delegation held a "historic meeting" with President Bashar al-Assad in Syria's capital. The group, which controls the Gaza Strip, was one of Assad's closest allies but it left Syria in 2012 after condemning his government's brutal suppression of protests in March 2011, which triggered the country's descent into civil war. (Photo by Louai Beshara / AFP)
خليل الحية أثناء زيارة وفود من الفصائل الفلسطينية إلى سوريا عام 2022 (الفرنسية)

التجربة النضالية والسياسية

بدا عليه سمت التدين وهو ابن 15 سنة، ونقله لقاؤه بالشيخ أحمد ياسين في مارس/آذار 1980 ومجالسته المطولة من مجرد التدين الفردي إلى الانخراط في عمل جماعي منظم، إذ عمل في أيام الجامعة مع طلبة الكتلة الإسلامية.

اعتقل مرتين، الأولى سنة 1980 لمدة شهر ونصف، والأخرى سنة 1982 لمدة أسبوع تعرض فيها لتعذيب شديد كاد أن يهلك فيه.

انضم في مطلع 1983 للحركة الإسلامية (المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين) ضمن مجموعة من الشباب، من بينهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهما.

انخرط في العمل الشعبي والنقابي والدعوي، وكان إماما وخطيبا وداعية في المساجد، كما انخرط في العمل التنظيمي وساهم في التنظيم الأمني لقطاع غزة لصيانة المجتمع من الاختراقات الصهيونية في الفترة بين 1984 و1986.

كما شارك في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987، وكان ضمن المجموعة التي أسست لاحقا حركة حماس التي بنت مشروعها على تحرير الأرض وعودة الإنسان والإيمان بالعمل الوطني المشترك.

وخلال الانتفاضة الأولى اعتقل للمرة الثالثة سنة 1991 لمدة 3 سنوات بعد نشاطه في الجامعة وتحمّله مسؤوليات تنظيمية بغزة، منها نيابة رئيس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية 1986 ونائب رئيس الحركة الإسلامية في قطاع غزة.

نشط في العمل النقابي بعد التحاقه للعمل بالجامعة الإسلامية في غزة، وتولى مسؤولية نائب رئيس نقابة العاملين في الجامعة المذكورة عام 1998، ثم رئيسا للنقابة ذاتها سنة 2001.

انتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس، وخاض غمار الانتخابات التشريعية الفلسطينية سنة 2006 ضمن قائمة "التغيير والإصلاح" عن غزة، ونجح في نيل عضوية المجلس التشريعي، وزكته الحركة رئيسا لكتلتها بالمجلس.

نجا سنة 2007 من محاولة اغتيال بعد غارة لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدفت ديوان عائلته واستشهد فيها 7 أفراد، اثنان من إخوته و4 من أبناء إخوته وواحد من أبناء عمومته.

واستشهد ابنه حمزة (عضو في كتائب القسام) في 28 فبراير/شباط 2008 بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية.

واصل الاحتلال ملاحقته وحاول اغتياله من جديد يوم 20 يوليو/تموز 2014، لكنه نجا مرة أخرى حين استهدف منزل ابنه البكر أسامة بحي الشجاعية شرقي غزة، وأسفر الاستهداف عن استشهاد أسامة وزوجته و3 من أبنائه، فيما نجت زوجة الحية واثنان من أبناء أسامة لأنهم كانوا خارج البيت.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن طيران الاحتلال شن غارة جوية يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على منزل خليل الحية بحي التفاح.

الحية مفاوضا

حضر بقوة ضمن وفد حركة حماس في المفاوضات بالقاهرة بعد الحرب على غزة عامي 2012 و2014، إذ كان يومها رئيس المكتب الإعلامي للحركة، وتعززت مكانته داخل الحركة وبات رئيس مكتبها للعلاقات العربية والإسلامية.

قاد وفد حماس مع وفود الفصائل الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى دمشق للقاء بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو اللقاء الذي قال عنه الحية في مؤتمر صحفي حينها "لقاء تاريخي وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".

Senior Hamas leader Khalil al-Hayya, who lost his son last week in an Israeli airstrike, speaks during an anti-Israel rally organised by the Hamas movement in Gaza March 4, 2008. Egypt called on Tuesday for a ceasefire between Israel and the Islamist movement Hamas in Gaza but the United States said only negotiations between Israel and the Palestian Authority could lead to lasting peace. REUTERS/Mohammed Salem (GAZA)
خليل الحية يتحدث في مهرجان خطابي بغزة في مارس/آذار 2008 (رويترز)

أدى دورا كبيرا في المعركة السياسية والإعلامية التي انطلقت ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأدار المفاوضات بشأن ملف الأسرى.

خرج في عدد من الحوارات والتصريحات لوسائل الإعلام العربية والدولية يدافع عن المقاومة وأهل غزة ويشرح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ويشرح مواقف حركة حماس بخصوص المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى، والسعي لوقف عدوان جيش الاحتلال.

ترأس يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وفد "حماس" إلى لبنان للقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد الإعلان عن اتفاق لتبادل الأسرى بين الحركة والاحتلال الإسرائيلي.

أكد في بداية ديسمبر/كانون الأول 2023 أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى الدفع بجزء من الشعب الفلسطيني نحو مصر في المرحلة المقبلة، وأن الاحتلال يعد العدة لاستئناف جرائمه ضد غزة، وكشف عددا من المخططات الإسرائيلية في هذا الشأن.

وقال يوم 17 من الشهر نفسه "من يفكر في ما بعد حماس فهو يفكر في وهم"، مضيفا "طوفان الأقصى جاء ردا على الاستهتار بالشعب الفلسطيني وإدارة الظهر لحقوقه".

في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024 أعلنت القناة الـ12 الإسرائيلية اغتياله في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مبنى يضم مكتبا لحماس بضاحية بيروت استشهد فيه صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس واثنان من قادة كتائب القسام، لكن الحركة أكدت حينها أن خليل الحية بخير، وهو خارج لبنان.

قاد وفد الحركة يوم 8 فبراير/شباط 2024 إلى القاهرة لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

أفق الصراع مع الاحتلال

يتحدث الحية بنبرة يقينية عن قرب نهاية الاحتلال الإسرائيلي، ويقول في حوار صحفي أجري معه قبل عملية "طوفان الأقصى" بنحو 6 أشهر "نعيش مرحلة واعدة، مرحلة إحياء القضية الفلسطينية من جديد في المشهد الإقليمي والدولي بعدما أريد لها أن تنسى".

ويضيف "اقترب وقت حسم الصراع مع الاحتلال، وبوادر ضعف الكيان الصهيوني تتكشف يوما عن يوم (…)، السوسة تنخره من الداخل".

ويؤكد أنه لا يربط ذلك فقط بالواقع الداخلي للاحتلال الإسرائيلي، بل "بإيمان الشعب الفلسطيني بكل فصائله وتياراته بعدالة قضيته، وخيار التحرير بعد غياب أي أفق لتسوية سياسية عادلة خاصة مع حكومة يمينية متطرفة، وامتلاك المقاومة القدرة على لجم الاحتلال ومفاجأته وتعرية حقيقته الوحشية أمام العالم".

يؤمن بقوة بأنه لا يوجد في إسرائيل من يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في كيان ودولة مستقلة بكل معاني الاستقلال، ويؤمن بالقوة نفسها بأن الشعب الفلسطيني بكل فصائله مصر على المضي في طريق التحرير ورحيل الاحتلال وعودة المستوطنين من حيث جاؤوا.

المصدر : الجزيرة