22-نوفمبر-2018

حكم قضائي قد ينسف آمال العيدودي في العودة إلى ألمانيا

الترا تونس - فريق التحرير

 

أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مدينة كيلزن كيرشن الألمانية، الأربعاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قرارًا يقضي برفع تحجير السفر عن التونسي سامي العيدودي (42 سنة)، المشتبه بكونه الحارس الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والمرحّل إلى تونس الصيف الفارط.

وجاء هذا الحكم القضائي، وفق ما تابعه "الترا تونس" في الصحافة الألمانية، بطلب من وزارة شؤون الهجرة والاندماج في ألمانيا وعلى إثر حصول الدولة الألمانية على تعهد كتابي من الدولة التونسية يفيد أن التونسي العيدودي لن يتعرض إلى التعذيب في بلاده وأن حقوقه كمواطن مكفولة في بلاده.

القرار القضائي برفع تحجير السفر عن سامي العيدودي إلى تونس قد ينسف فرص إمكانية عودته إلى ألمانيا مجددًا بعد ترحيله إلى تونس في صيف 2018

وأصبح بموجب هذا الحكم القضائي المجال مفتوحًا للسلطات المحلية في مدينة بوخوم الألمانية لترفع قضية جديدة أمام المحاكم الألمانية لتوقف قرارًا سابقًا يلزم بإعادة سامي العيدودي إلى ألمانيا لأن خطر تعذيبه في تونس أصبح في حكم المعدوم بعد التعهد الكتابي المقدم من تونس.

ويأتي هذا الحكم ضمن صراع بين الحكومة والقضاء الألمانيين حول قانونية ترحيل التونسي، إذ سبق واعتبر القضاء الألماني أن ترحيل الحكومة الألمانية للمعني بالأمر تم بطريقة غير قانونية.

يُذكر أن الحكومة الألمانية رحّلت سامي العيدودي إلى تونس يوم 13 جويلية/جويلية 2018 على متن طائرة خاصة مكتراة كلفت الدولة الألمانية قرابة 35 ألف يورو. وقد قامت السلطات التونسية بإيقافه في مركز الإيقاف بالقرجاني إلى أن تم إطلاق سراحه بعد أسبوعين على أن يبقى على ذمة القضاء التونسي الذي حجز جوار سفره المنتهية صلوحيته منذ سنة 2016.

وقد جاء ترحيل التونسي سامي العيدودي بعد معارك قضائية دامت أكثر من 11 سنة في ألمانيا، بدأت برفض طلب لجوئه هناك سنة 2007 وكذلك رفض تمكينه من حق الإقامة في ألمانيا بحجة أنه يمثل تهديدًا أمنياً كبيًرا عليها وعلى أمنها.

وتتهمه السلطات الألمانية بالسفر إلى أفغانستان وتلقي تدريبات عسكرية في معسكر الفاروق في مدينة قندهار التابع لتنظيم القاعدة ليصبح لاحقًا أحد حراس أسامة بن لادن.

سامي العيدودي يُتهم بكونه كان الحارس الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن

كما تشير التقارير الأمنية في ألمانيا أن التونسي سامي العيدودي مارس أنشطة ذاب صبغة إرهابية حيث ساهم في استقطاب شباب لصالح جماعات إرهابية خططت لتنفيذ هجمات في ألمانيا.

وكانت قد ألقت السلطات الألمانية القبض على خلية في مدينة ديسلدورف في أفريل/نيسان 2011 والمعروفة بخلية التوحيد والتي كانت على علاقة بتنظيم القاعدة، وقد شهدت محاكمات هذه الخلية استدعاء التونسي سامي العيدودي والذي كان على علاقة بشخصين من المتهمين أحدهما تركي يدعى خليل.س والآخر إيراني عميد.س ممن تمت إدانتهما لاحقًا بالسجن لثبوت تورطهما في التخطيط لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.

وقد شهدت محاكمات خلية ديسلدورف اعتراف أحد الشهود والمسمى بشادي عبد الله وهو أردني الجنسية بأن التونسي سامي العيدودي قد كان معه في أفغانستان وتلقيًا معًا تدريبًا عسكريًا في معسكرات القاعدة في قندهار. وقد تم الحكم على التونسي العيدودي سنة 2014 بالسجن لمحاولة تضليل العدالة إلا أنه في حكم استئنافي تم استبدال السجن بغرامات مالية.

يُذكر أنه بغض النظر عن الجدل القضائي في ألمانيا حول إعادة سامي العيدودي، أعلن الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي أن القضاء التونسي هو المختص في قضية المعني بالأمر باعتبار أنه تونسي الجنسية، وقد أكد في وقت سابق بأن مسألة إعادته لألمانيا هي مسألة سيادة بالنسبة لتونس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خاص: القصة الكاملة لسامي العيدودي "الحارس الشخصي لابن لادن"

قضية حارس ابن لادن مجدّدًا أمام القضاء الألماني.. هل ينتهي الجدل قريبًا؟