من القصص الرائعة للامام البخارى

الثلاثاء 17-10-2017 23:50

سفينة

كتب – محمدحمدى السيد

ذكر الإمام عبد السلام المباركفوري -رحمه الله- في كتابه (سيرة البخاري):أن الإمام البخاري ركب البحر مرة في أيام طلبه وكان معه ألف دينار – وكانت الألف دينار مبلغ طائل في ذاك الزمان- ،

فجاءه رجل من أصحاب السفينة، وأظهر له حبه ومودته وأصبح يقاربه ويجالسه فلما رأى الإمام حبه وولاءه مال اليه وبلغ الأمر أنه بعد المجالسات أخبره عن الدنانير الموجودة عنده .
وذات يوم قام صاحبه من النوم فأصبح يبكي ويعول ويمزق ثيابه ويلطم وجهه ورأسه ، فلما رأى الناس حالته تلك أخذتهم الدهشة والحيرة وأخذو يسألونه عن السبب ، ألحوا عليه في السؤال ، فقال لهم : عندي صرة فيها ألف دينار وقد ضاعت.


فأصبح الناس يفتشون ركاب السفينة واحدا واحدا ،وحينئذ أخرج البخاري صرة دنانيره خفية وألقاها في البحر ، ووصل المفتشون إليه وفتشوه أيضا حتى انتهوا من جميع ركاب السفينة ، ولم يجدوا شيئا فرجعوا إليه ولاموه ووبخوه توبيخا شديدا .


ولما نزل الناس من السفينة جاء الرجل الى الإمام البخاري وسأله ماذا فعل بصرة الدنانير؟ .
فقال: ألقيتها في البحر !.
قال : كيف صبرت على ضياع هذا المال العظيم ؟.
فقال له الإمام : ياجاهل …أتدري أنني أفنيت حياتي كلها في جمع حديث رسول الله –صل الله عليه وسلم- ، وعرف العالم ثقتي ، فكيف كان ينبغي لي أن أجعل نفسي عرضة لتهمة السرقة؟..

اضف تعليق