النيجر.. السنغال تلوّح بإرسال قوات وترقب لنتائج اجتماع إيكواس في أبوجا

Pro-junta protesters gather outside the French Embassy in Niamey
قوات من جيش النيجر في أحد شوارع نيامي (رويترز)

أكدت السنغال -اليوم الخميس- استعدادها لإرسال قوات عسكرية إلى النيجر، في حين رفض قادة الانقلاب عودة الرئيس المحتجز محمد بازوم إلى السلطة ودعوا إلى تهيئة الأجواء لانتقال سلمي وإجراء انتخابات.

وقالت وزيرة خارجية السنغال إن بلادها مستعدة لإرسال جنود في حال قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" (ECOWAS) تنفيذ تدخل عسكري في النيجر من أجل إعادة حكم الرئيس المحتجز، وذلك قبيل انتهاء المهلة التي وضعوها أمام قادة الانقلاب وتنتهي السبت المقبل.

ومن المقرر أن يختتم قادة أركان المجموعة الجمعة اجتماعهم في أبوجا، وسط توقعات باتخاذ قرارات حازمة ضد قادة الانقلاب العسكري في النيجر.

وقد وصل وفد من إيكواس إلى النيجر -اليوم الخميس- في محاولة لإيجاد حل للأزمة، مع تأكيد نيجيريا التي تتولى رئاسة المجموعة ضرورة إيجاد مخرج "ودي" يشمل مختلف الأطراف.

كما أكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) التركيز على تحقيق حل دبلوماسي في النيجر.

إجلاء رعايا

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الفرنسية انتهاء عملية إجلاء رعاياها من النيجر، وأكدت أنها أعادت 1079 شخصا جوا خلال عملية إجلاء لمواطنيها وآخرين من جنسيات مختلفة.

وأوضح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن الرعايا الفرنسيين والأجانب الذين تم إجلاؤهم "الآن بأمان".

لكن قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني -الذي تولى السلطة في نيامي قبل أسبوع- قال إن الفرنسيين "ليس لديهم سبب موضوعي لمغادرة النيجر.. لأنهم لم يتعرضوا بتاتًا لأدنى تهديد".

وخلال كلمة له بمناسبة يوم الاستقلال، دعا الجنرال تياني أنصاره إلى التظاهر "بهدوء".

وقال تياني بصفته رئيس المجلس العسكري الحاكم "المجلس الوطني لحماية الوطن" لن يرضخ لعقوبات مجموعة إيكواس التي تضم 15 دولة.

وتابع رئيس المجلس العسكري -الذي يتولى رئاسة الدولة- أنه لا شيء سيعرقل المسار الانتقالي والحفاظ على السيادة الوطنية، قائلا إن قوات الدفاع لن تنقسم ولن تتقاتل من أجل غايات سياسية.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه العاصمة نيامي ومدن أخرى في البلاد مظاهرات بمناسبة عيد الاستقلال، هتفوا فيها تأييدا للانقلاب وضد أي تدخل عسكري خارجي.

وتجمع المتظاهرون -الذين كان بعضهم يلوح بأعلام روسية كبيرة وسط العاصمة في ساحة الاستقلال- بدعوة من حركة "إم 62" وهي ائتلاف يضم منظمات المجتمع المدني "السيادية".

وتولى أعضاء في الائتلاف أمن التجمع الذي يُنظم في الذكرى 63 لاستقلال النيجر عن فرنسا.

الإفراج الفوري عن الرئيس

من جانبه، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن -في بيان الخميس- للإفراج الفوري عن رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم وعائلته وحماية الديمقراطية في هذا البلد.

وأضاف بايدن "في هذه اللحظة الحاسمة، تقف الولايات المتحدة إلى جانب شعب النيجر تكريما لشراكتنا التي بدأت قبل عقود والقائمة على القيم الديمقراطية المشتركة ودعم الحوكمة التي يقودها مدنيون".

وقال بايدن إن "الشعب النيجري لديه الحق في اختيار قادته. أعربوا عن هذه الرغبة في انتخابات حرة ومنصفة. ينبغي احترام ذلك".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق إنه أبلغ بازوم التزام الولايات المتحدة بإعادة الحكومة المنتخبة إلى السلطة.

ظروف الاحتجاز.. الرئيس بلا كهرباء

وفي وقت سابق، كشف مستشار رئيس النيجر المعزول عن جانب من ظروف احتجاز بازوم الذي لا يزال يتلقى اتصالات من قادة ومسؤولين غربيين.

وقال إنتينيكار الحسن المستشار الخاص لبازوم للجزيرة إن قادة الانقلاب يضيقون عليه، وإنهم فصلوا عنه التيار الكهربائي منذ ساعات.

وأضاف الحسن أن قادة الانقلاب شددوا إجراءات الحراسة على "الرئيس" المحتجز في القصر الرئاسي منذ الإطاحة به قبل أسبوع.

وظهر بازوم لأول مرة بعد 4 أيام من الانقلاب إلى جانب الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الذي التقاه والقادة العسكريين بالقصر الرئاسي في محاولة للوساطة لإنهاء الأزمة.

فاغنر.. هاجس أميركي

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنه لن يتفاجأ إن حاولت قوات فاغنر الروسية استغلال الوضع في النيجر.

وأضاف ميلر أن أي محاولة لجلب قوات فاغنر إلى هناك ستكون مؤشرا إلى أن القادة العسكريين لا يعملون لصالح شعبهم.

يُذكر أن القائد السابق للحرس الرئاسي (تياني) استولى على السلطة يوم 26 يوليو/تموز الماضي، وبرر إطاحة الرئيس بازوم بإخفاقه أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، في بلد يعد من بين الأفقر عالميا ويشهد هجمات تشنها مجموعات مسلحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات