المخطوفون أولاً، الحرب تالياً
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • إن التخلي عن المخطوفين والمفقودين - أطفالاً، ونساء، ومسنين - يمكن أن نتحسّر عليه لأجيال. منذ الآن، نحن تأخرنا فعلاً على هذه المهمة. من الممكن، بل من الواجب، وقف الاجتياح البري، والقيام بكل ما يمكن فعله من أجلهم. من أجلنا نحن. أما هؤلاء "المخربين"، فسنقوم بالقضاء عليهم لاحقاً. اعتدنا منذ زمن، حين كنا أقوياء، أن نقول "دفتر الحساب مفتوح، وأيدينا تسجّل."
  • للمرة الأولى منذ سنة، أقول الآن كلمة أتفق عليها مع نتنياهو: الصحيح هو أن الدخول البري المكثف إلى غزة قد يدفع المنطقة كلها نحو فوضى شاملة، وإلى حرب متعددة الجبهات. يوجد هنا أكثر مما يمكن للعين أن تراه في نظرة واحدة. إن خوف نتنياهو مبرَّر ومعقول. ربما كان سلوكه جباناً، لكنه ينطوي على مسؤولية. وحتى لا يتهمني أحد بمحاباة نتنياهو، سأقول التالي أيضاً: على نتنياهو أن يقدم استقالته في أول فرصة. عليه أن يستقيل مع أغلبية وزراء حكومته الذين تسببوا بجلب هذه الكارثة الكاملة على رؤوسنا.
  • بالعودة إلى قضية المخطوفين، مَن قام بتعيين غال هيرش [المسؤول الإسرائيلي عن ملف الأسرى المحتجزين لدى المقاومة] في منصبه، يتعامل مع موضوع الأسرى بإهمال. أيّ أنانية، وأيّ نرجسية مرضية يمكن أن يصاب بها شخص منتخَب لكي يدير ظهره للشعب، حتى في ظل ظروف مأساوية تقطّع نياط القلب، كالظروف التي نمرّ بها، ويعيّن شخصاً كهذا؟ يتساءل الناس، مثلاً، لماذا لم يتم تعيين يوسي كوهين [الرئيس السابق لجهاز الموساد] في هذا المنصب. وقد يأتي وقت أفصّل فيه هنا الخدعة الإعلامية التي جرت، لكي تتم دعوة كوهين للتشاور معه فقط، في اليوم الرابع للحرب، حوالي الساعة السادسة مساءً، بينما كان ديوان رئيس الوزراء خائفاً من النشر في وسائل الإعلام. 
  • إن العرض المرعب الذي قدّمه هيرش أمام السفراء، أو ما يمكن أن نطلق عليه Hirsch Horror show، وصورته مصافحاً أيدي المختطفتين المحرّرتين، قد أثارا موجة من الصرخات الاحتجاجية والازدراء الشديد له. لكن مَن يعرف الرجل، لم يُفاجأ قط بسلوكه الانتهازي.
  • في الماضي، قام الجنرال دورون ألموغ باستبعاد هيرش عن الجبهة الشمالية بصورة دائمة بسبب إخفاقه المشين في حرب لبنان الثانية. لقد أقنعني صديقي روني دانييل، رحمه الله، آنذاك، بأن مسألة استبعاد هيرش إلى الأبد هي مسألة شديدة الخطورة...
  • فيما يلي نموذجان من نماذج كثيرة من الخطاب الذي يستخدمه الرجل، وشخصيته:
  • كان هيرش قائداً لكتيبة بنيامين [المسؤول العسكري الإسرائيلي عن لواء رام الله]، في أثناء تسريح أحد ألوية الاحتياط، ألقى الرجل خطاباً، بعبريته المترفعة، وقال أمراً قريباً من العبارة التالية: "إن قوة القائد كامنة في وقوفه على رأس جنوده، من الشروق حتى الغروب، ووجوده معهم، نهاراً وليلاً." عندما أنهى هيرش خطابه المفوّه، نهض أحد قادة السرايا، وقال التالي: " لم تكن موجوداً معنا نهاراً وليلاً؟ أنا أنهي الآن ثلاثين يوماً من خدمة الاحتياط، وهذه هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا الثرثار."

......

  • على أهالي المخطوفين الغاليين الذين يتعذبون، أن يصرخوا بأعلى أصواتهم لطرح قضية أعزائهم. وينبغي لوسائل الإعلام والناس الاستماع إليهم. لكن، علينا قبل كل شيء، وكشرط ضروري وغير كافٍ: أن نعزل غال هيرش فوراً.