جمال خاشقجي: الولايات المتحدة تقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على قتله

الأمير محمد بن سلمان

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

كشف تقرير استخباراتي أمريكي أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وافق على قتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.

ويقول التقرير الذي رفعت عنه السرية وأصدرته إدارة بايدن، إن الأمير وافق على خطة إما للقبض على أو قتل الصحفي السعودي الذي كان يعيش في الولايات المتحدة.

من جهتها رفضت الخارجية السعودية رفضا قاطعا ما ورد في التقرير من استنتاجات وصفتها بـ "المسيئة وغير الصحيحة" عن قيادة المملكة، معلنة عدم قبولها بأي حال من الأحوال.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة. رافضة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها.

كما أعربت عن أسفها لصدور مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة، في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلا.

وهذه هي المرة الأولى التي تسمي فيها أمريكا علنا ولي العهد الذي ينفي صلته بعملية القتل.

وقُتل خاشقجي أثناء زيارته للقنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.

وكان معروفا عنه انتقاده للسلطات السعودية.

ماذا يقول التقرير؟

وجاء في التقرير الصادر عن مكتب مدير وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية في إسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي".

ويسرد التقرير ثلاثة أسباب للاعتقاد بأن ولي العهد هو من وافق على العملية:

  • سيطرته على صنع القرار في المملكة منذ عام 2017.
  • المشاركة المباشرة لأحد مستشاريه وأفراد حراسته الشخصية في العملية.
  • "دعمه لاستخدام العنف لإسكات المعارضين في الخارج".

وأورد التقرير أسماء الأفراد الذين يُزعم أنهم متواطئون أو مسؤولون عن مقتل خاشقجي. لكنه يقول "لا نعرف إلى أي مدى مقدما" خطط المتورطون لإيذائه.

وألقت السلطات السعودية باللوم في القتل على "عملية مارقة" قام بها فريق من العملاء أرسل لإعادة الصحفي إلى المملكة، وقضت محكمة سعودية على خمسة أفراد بالسجن 20 عاما في سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أن حكمت عليهم في البداية بالإعدام.

وفي عام 2019 ، اتهمت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، أغنيس كالامارد، السعودية بـ "القتل العمد مع سبق الإصرار" لخاشقجي، ورفضت المحاكمة السعودية باعتبارها "نقيضا للعدالة".

ماذا يعني ذلك بالنسبة للعلاقات الأمريكية السعودية؟

جو بايدن والملك سلمان

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أكد الرئيس جو بايدن في اتصال هاتفي مع الملك سلمان على "الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لحقوق الإنسان العالمية وسيادة القانون".

ومنذ عام 2018، ورد أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تعتقد أن ولي العهد قد أمر بالقتل، لكن مزاعم تورطه لم يعلن عنها من قبل المسؤولين الأمريكيين حتى الآن.

ومن المتوقع أن يتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن خطاً أكثر حزما من سلفه دونالد ترامب بشأن حقوق الإنسان وسيادة القانون في المملكة العربية السعودية، الحليف الأمريكي الرئيسي في الشرق الأوسط.

وقال البيت الأبيض: في اتصال هاتفي الخميس مع الملك سلمان، أكد الرئيس جو بايدن على "الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لحقوق الإنسان العالمية وسيادة القانون".

وبحسب مصادر نقلت عنها وكالة رويترز للأنباء، فإن إدارة بايدن تدرس إلغاء صفقات الأسلحة مع السعودية، التي تثير مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، فضلا عن تخفيض المبيعات العسكرية المستقبلية من الأسلحة "الدفاعية".

كيف قتل خاشقجي؟

توجه الصحفي البالغ من العمر 59 عاما إلى قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر 2018 من أجل الحصول على أوراق تسمح له بالزواج من خطيبته التركية خديجة جنكيز.

الصحفي جمال خاشقجي

صدر الصورة، PA Media

التعليق على الصورة، الصحفي جمال خاشقجي

وزُعم أنه تلقى تأكيدات من شقيق ولي العهد الأمير خالد بن سلمان، الذي كان سفيرا لبلاده لدى الولايات المتحدة في ذلك الوقت، بأنه سيكون من الآمن زيارة القنصلية. ونفى الأمير خالد وجود أي اتصال بالصحفي.

وبحسب الادعاء السعودي، فقد قيد خاشقجي بالقوة بعد مقاومته، وحُقن بكمية كبيرة من المخدر أدت إلى وفاته. وقال ممثلو الادعاء إن الجثة قطعت بعد ذلك وسلمت إلى "متعاون" محلي خارج القنصلية. ولم يعثر على بقايا الجثة لاحقا.

وكشف فيما بعد عن التفاصيل في نصوص التسجيلات الصوتية المزعومة لعملية القتل التي حصلت عليها المخابرات التركية.

عمل خاشقجي مستشارا للحكومة السعودية وكان مقربا من العائلة الحاكمة، لكن ذلك لم يدم طويلا حيث غادر إلى المنفى الاختياري في الولايات المتحدة عام 2017.

ومن هناك، كتب عمودا شهريا في صحيفة واشنطن بوست انتقد فيه سياسات ولي العهد.