فيروس الحلأ (الهربس) البسيط

5 نيسان/أبريل 2023

حقائق رئيسية

  • يعاني ما يقدر بنحو 3,7 مليارات شخص دون الخمسين من العمر (67٪)، في العالم، من عدوى فيروس الحلأ البسيط من النمط 1، الذي يُعد السبب الرئيسي للحلأ الفموي.
  • يعاني ما يقدر بنحو 491 مليون شخص في العالم  تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً (13%) من عدوى فيروس الحلأ البسيط من النمط 2، الذي يُعد السبب الرئيسي للحلأ التناسلي.
  • تخلو معظم حالات العدوى بفيروس الحلأ البسيط من الأعراض أو تظل غير معروفة، وإن كانت أعراض الحلأ تشمل النفاطات أو القرحات المؤلمة التي قد تتكرّر من حين إلى آخر.
  • تزيد العدوى بفيروس الحلأ البسيط من النمط 2 من خطر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري ونقله إلى الآخرين.

لمحة عامة

فيروس الحلأ البسيط المعروف باسم الحلأ، هو عدوى شائعة يمكن أن تُسبب نفاطات أو قرحات مؤلمة. وتنتشر العدوى في المقام الأول عن طريق ملامسة الجلد للجلد. ويمكن علاج المرض ولكن لا يمكن شفاؤه. 

وهناك نمطان من فيروس الحلأ البسيط. 

وينتشر النمط 1 في الغالب عن طريق الاتصال الفموي ويتسبب في العدوى داخل الفم أو حوله (الحلأ الفموي أو قروح البرد). كما يمكن أن يسبب الحلأ التناسلي. ويُصاب معظم البالغين بفيروس الحلأ البسيط من النمط 1. 

وينتشر النمط 2 عن طريق الاتصال الجنسي ويسبب الحلأ التناسلي. 

ومعظم الأشخاص لا يُصابون بأعراض أو يصابون بأعراض خفيفة. وقد تُسبب العدوى نفاطات أو قرحات مؤلمة يمكن أن تتكرّر من حين إلى آخر. ويمكن للأدوية أن تحد من الأعراض ولكن لا يمكنها أن تشفي الشخص من العدوى. 

وقد تكون أعراض الحلأ الفموي والتناسلي المتكرّرة مزعجة. كما قد يؤدي الحلأ التناسلي إلى الوصم ويؤثر على العلاقات الجنسية. ومع ذلك فإن معظم الأشخاص المصابين بأي من نمطي الحلأ يستطيعون بمرور الوقت التعايش مع العدوى.

الأعراض

معظم الأشخاص لا يُصابون بأعراض أو يصابون بأعراض خفيفة. ولا يدرك العديد من الأشخاص أنهم مصابون بالعدوى، ويمكنهم نقل الفيروس إلى الآخرين دون أن يدروا بذلك. 

وقد تشمل الأعراض النفاطات أو القرحات المؤلمة والمتكرّرة. وقد تسبب العدوى المكتسبة حديثاً الحمى وآلام الجسم وتورم الغدد الليمفاوية. 

قد تختلف الأعراض في النوبة الأولى للعدوى (أو "التفشي الأول") عنها في النوبات التي تتكرّر بعد ذلك. وتبدأ الأعراض عادةً، في حال ظهورها، بالنخز أو الحكة أو الحرقة بالقرب من الموضع الذي ستظهر فيه القرحات. 

وتشمل أعراض الحلأ الفموي الشائعة النفاطات (قروح البرد) أو القرح المفتوحة (قرحات) في الفم أو الشفتين أو حولهما. 

وتشمل أعراض الحلأ التناسلي الشائعة التحاديب أو النفاطات أو القرح المفتوحة (قرحات) حول الأعضاء التناسلية أو الشرج. 

وعادة ما تكون هذه القرح والنفاطات مؤلمة. وقد تنفتح النفاطات وتنز ثم تتحول إلى قشور. 

وعند حدوث العدوى الأولى، قد يصاب الأشخاص بما يلي:

  • الحمى
  • آلام الجسم
  • التهاب الحلق (الحلأ الفموي)
  • الصداع
  • تورّم الغدد الليمفاوية بالقرب من موضع العدوى. 

    وقد يُعاني الأشخاص من التفشي المتكرّر من حين إلى آخر (النوبات المتكرّرة). وعادة ما يكون هذا التفشي أقصر وأقل حدة من التفشي الأول.

    العلاج

    كثيراً ما تُستخدم الأدوية لعلاج نوبات الحلأ الأولى أو المتكرّرة. ويمكن للأدوية أن تقلل من مدة استمرار الأعراض ومن شدتها، ولكن لا يمكنها أن تشفي الشخص من العدوى. 

    وتزداد فعّالية علاج النوبات المتكرّرة عندما يبدأ في غضون 48 ساعة من بدء الأعراض. 

    وتشمل الأدوية المضادة للفيروسات التي تُعطى عادة الأسيكلوفير والفامسيكلوفير والفالاسيكلوفير. 

    كما يمكن أن يؤدي تناول جرعة يومية أصغر من أحد هذه الأدوية إلى الحد من تكرار الإصابة بالأعراض ("التفشي"). 

    وعادة ما يوصى بالعلاج للأشخاص الذين يعانون من نوبات شديدة الإيلام أو التكرار، أو الذين يريدون الحد من مخاطر نقل الحلأ إلى شخص آخر. 

    وتشمل الأدوية التي تساعد على علاج الألم الناجم عن القرح الباراسيتامول (أسيتامينوفين) والنابروكسين والإيبوبروفين. وتشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لتخدير المناطق المصابة البنزوكين والليدوكين. 

    ويعيش فيروس الحلأ البسيط داخل الخلايا العصبية وتتذبذب حالته بين النشاط والخمول. وقد تجعل بعض المحفّزات الفيروس نشيطاً، بما في ذلك ما يلي:

  • المرض أو الحمى
  • التعرّض للشمس
  • المحيض
  • الإصابة
  • الضغط النفسي
  • الجراحة. 

    وفي الأشخاص الذين ينشط لديهم فيروس الحلأ الفموي عند تعرّضهم لأشعة الشمس، يمكن أن يؤدي تجنب التعرّض للشمس واستعمال المواد الحاجبة لأشعة الشمس إلى الحد من مخاطر تكرار التفشي. 

    وللحد من أعراض الحلأ الفموي يمكن للأشخاص أتّباع ما يلي: 

  • شرب المشروبات الباردة أو مص المصاصات
  • استعمال مسكنات الألم التي تُباع دون وصفة طبية 

    وفيما يتعلق بالحلأ التناسلي يمكن للأشخاص اتّباع ما يلي:

  • الجلوس في حمام دافئ لمدة 20 دقيقة (دون إضافة الصابون)
  • ارتداء ملابس فضفاضة
  • استخدام مسكنات الألم التي تُباع دون وصفة طبية. 

    ويمكنك من خلال هذه الطرق أن تحد من مخاطر نقل عدوى الحلأ:

  • تحدث مع شريكك عن إصابتك بالحلأ
  • لا تمارس الجنس إذا كنت مصاباً بأعراض واستعمل الواقي الذكري دائماً (حتى في حالة عدم وجود القرح)
  • لا تشارك في استخدام الأشياء التي لامست اللعاب (الحلأ الفموي). 

تحدثي إلى مقدم الرعاية الصحية إذا كنت حامل، نظراً إلى مخاطر انتقال الحلأ إلى طفلك.

نطاق المشكلة

في عام 2016 (آخر التقديرات المتاحة)، أصيب ما يقدَّر بنحو 3,7 مليارات شخص دون الخمسين من العمر، أي 67% من سكان العالم، بعدوى فيروس الحلأ البسيط من النمط 1 (الفموي أو التناسلي). وتحدث معظم حالات عدوى فيروس الحلأ البسيط من النمط 1 في مرحلة الطفولة. 

ويصيب الحلأ التناسلي الناجم عن فيروس الحلأ البسيط من النمط 2 ما يقدر بنحو 491 مليون (13%) شخص في العالم تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً (بيانات عام 2016). ويكاد يصل معدل إصابة النساء بالحلأ البسيط من النمط 2 إلى ضعف معدل إصابة الرجال نظراً إلى سهولة انتقال العدوى جنسياً من الرجل إلى المرأة. ويزداد انتشار العدوى مع التقدم في السن، وإن كان أكبر عدد من الإصابات الجديدة يحدث بين المراهقين.

انتقال العدوى

تنتقل عدوى فيروس الحلأ البسيط من النمط 1 في المقام الأول عن طريق ملامسة الفيروس الموجود في القرح أو اللعاب أو الأسطح داخل الفم أو حوله. وينتقل فيروس الحلأ البسيط من النمط 1، على نحو أقل شيوعاً إلى الأعضاء التناسلية، عن طريق الملامسة الفموية التناسلية، ليحدث الحلأ التناسلي. وقد ينتقل الفيروس من سطح الفم أو الجلد الذي يبدو طبيعياً، ولكن مخاطر الانتقال تكون أشد ما تكون في وجود القرح النشيطة. ولا يُعد الأفراد المصابون بالفعل بفيروس الحلأ الفموي البسيط من النمط 1 عرضة لتكرار الإصابة، وإن كانوا يظلون عرضة للإصابة بفيروس الحلأ البسيط من النمط 2. 

وينتقل فيروس الحلأ البسيط من النمط 2 في المقام الأول أثناء ممارسة الجنس عن طريق ملامسة سطح الأعضاء التناسلية أو الشرج للشخص المصاب بالفيروس، أو بشرته، أو قرحه، أو سوائل جسمه. ويمكن أن ينتقل فيروس الحلأ البسيط من النمط 2 حتى وإن كانت البشرة تبدو طبيعية، وكثيراً ما ينتقل في غياب أي أعراض. 

وقد ينتقل الحلأ (من النمطين 1 و2) في حالات نادرة، من الأم إلى الطفل أثناء الولادة ويسبب الحلأ الوليدي.

المُضاعفات المحتملة

فيروس الحلأ البسيط من النمط 2 وعدوى فيروس العوز المناعي البشري (فيروس الأيدز)

تزيد العدوى بفيروس الحلأ البسيط من النمط 2 من مخاطر الإصابة بعدوى فيروس الأيدز بنحو ثلاثة أضعاف. وفضلاً عن ذلك، تزيد احتمالات نشر الأشخاص المصابين بعدوى فيروس الأيدز وفيروس الحلأ البسيط من النمط 2 معاً، لفيروس الأيدز إلى الآخرين مقارنة بغيرهم. وتعدّ العدوى بفيروس الحلأ البسيط من النمط 2 من بين أنواع العدوى الأكثر شيوعاً بين الأشخاص المتعايشين مع فيروس الأيدز. 

المرض الوخيم

قد تزداد وخامة الحلأ وتكرار نوباته بين الأشخاص المنقوصي المناعة، بما في ذلك المصابون بعدوى فيروس الأيدز المتقدمة. وتشمل المضاعفات النادرة لفيروس الحلأ البسيط من النمط 2 التهاب السحايا والدماغ (عدوى الدماغ) والعدوى المنتثرة. وقد تؤدي عدوى فيروس الحلأ البسيط من النمط 1، في حالات نادرة، إلى مضاعفات أشد وخامة مثل التهاب الدماغ (عدوى الدماغ) أو التهاب القرنيّة (عدوى العينين). 

الحلأ الوليدي

يمكن أن تحدث الإصابة بالحلأ الوليدي عندما يتعرّض الوليد لفيروس الحلأ البسيط أثناء الولادة. ويُعد الحلأ الوليدي نادر الحدوث، ويحدث في ما يقدر بنحو 10 من كل 000 100 ولادة في العالم. ومع ذلك، فهو يشكّل حالة مرضية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة عصبية دائمة أو إلى الوفاة. وتكون خطورة الحلأ الوليدي أشد ما تكون عندما تصاب الأم بعدوى الفيروس لأول مرة في مراحل الحمل الأخيرة.

الوقاية

ينبغي أن يتجنب الأفراد المصابون بأعراض الحلأ الفموي الملامسة الفموية مع الآخرين (بما في ذلك الجنس الفموي) والمشاركة في استخدام الأشياء التي لامست لعابهم. وينبغي أن يمتنع الأفراد المصابون بالحلأ التناسلي عن النشاط الجنسي ما داموا مصابين بالأعراض. ويكون فيروس الحلأ البسيط من النمطين 1 و2 مُعدياً إلى أقصى حد عند وجود القرح، ولكنه قد ينتقل أيضاً في غياب أي أعراض محسوسة أو ظاهرة. 

وتتمثل أفضل وسيلة للوقاية من الحلأ التناسلي وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً في الأشخاص الذين يمارسون النشاط الجنسي، في استعمال الواقيات بانتظام وبطريقة صحيحة. فالواقيات تحد من المخاطر؛ ومع ذلك فقد تحدث عدوى الحلأ البسيط عن طريق ملامسة المناطق التناسلية أو الشرجية التي لا تغطيها الواقيات. ومن شأن الختان الطبي للذكور أن يكفل حماية جزئية للرجال طوال العمر من عدوى الحلأ البسيط من النمط 2 ومن فيروس الأيدز وفيروس الورم الحُليمي البشري. 

وينبغي أن يخضع الأشخاص المصابون بأعراض تشير إلى عدوى الحلأ التناسلي لاختبار الكشف عن فيروس الأيدز. 

ويتعيَّن على النساء الحوامل المصابات بأعراض الحلأ التناسلي إبلاغ مقدم الرعاية الصحية. وتُعد الوقاية من الإصابة بعدوى الحلأ البسيط من النمط 2 مهمة بصفة خاصة للنساء في مراحل الحمل الأخيرة، عندما تكون مخاطر الحلأ الوليدي أشد ما تكون.

استجابة المنظمة

تعمل المنظمة على زيادة الوعي بعدوى فيروس الحلأ البسيط وأعراضها، وتحسين إتاحة الأدوية المضادة للفيروسات، وزيادة جهود الوقاية من فيروس الأيدز للمصابين بالحلأ التناسلي، مثل العلاج الوقائي قبل التعرّض.  

كما تدعم المنظمة وشركاؤها البحوث الرامية إلى استحداث استراتيجيات جديدة للوقاية من العدوى بفيروس الحلأ البسيط ومكافحتها، مثل اللقاحات ومبيدات الميكروبات الموضعية.