محمد دهشة

المطران حداد على مسافة واحدة من جميع المرشحين

"الوطني الحرّ" يواجه عقبة التحالف مع صيدا

28 آذار 2022

02 : 00

نفايات في صيدا

دخلت أزمة النفايات في صيدا على خط الانتخابات، بعدما تكدّست الأطنان منها في الحاويات والشوارع الرئيسية والأحياء الشعبية وداخل الحارات القديمة، بسبب توقف الشركة المتعاقدة عن جمعها تحت ذرائع مختلفة، ما طرح تساؤلات كثيرة عن أسبابها الحقيقية وتوقيتها في خضم المعركة الانتخابية؟ الأزمة التي ترجمت بمشهد مقزّز مصحوبٍ بانتشار الروائح الكريهة بدلاً من أريج زهر الليمون مع بدء فصل الربيع، أرخت بظلال من الاستياء الشعبي والغضب على المشهد اليومي والانتخابي، لا سيما مع المعلومات التي تحدثت عن تعثر إدارة معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق، وظهور تلال من النفايات فيه، ما يعكس أزمة طويلة الأمد.

وفيما عملت بلدية صيدا على حلّ مؤقت يقوم على رفع كميات من النفايات من الأحياء الشعبية تفادياً للأضرار الصحية والبيئية، قام شباب صيدا القديمة برئاسة الناشط رامي رفاعي بمبادرة لرفع النفايات بعدما تراكمت بشكل مقزز في أزقّتها الضيقة وبين منازلها المتلاصقة.

وأزمة النفايات التي تقدّمت في عطلة نهاية الأسبوع، لم تحجب استمرار اللقاءات والاتصالات الانتخابية وعلمت «نداء الوطن»، أن تيار «المستقبل» بصدد إصدار بيان مركزي يحدّد فيه موقفه من كيفية التعامل مع يوم الاقتراع المقرر إجراؤه في 15 أيار المقبل، ويتوقع فيه إعلان تأكيده على عدم دعمه أيّ مرشح سواء كان في صفوفه واستقال أو يدور في فلكه أو من المقربين إليه، وسط اتّجاه إلى دعوة ناخبيه للمقاطعة ضمناً التزاماً واستكمالاً لقرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل السياسي.

وصدى هذا الاتجاه، بدأ يتردّد في صيدا بين كوادر «التيار الأزرق»، وفي الصالونات السياسية والعائلية ومعه بدأ المرشحون المنفردون منهم والذين هم ضمن لوائح، شحذ الهمم لدعوة الصيداويين للإقبال على الاقتراع الكثيف تحت شعار «التعبير عن التغيير»، في ظلّ توقعات تشير إلى احتمال في تراجع نسبة الاقتراع لأسباب كثيرة أحدها غياب «المستقبل» عن المشهد الانتخابي للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، حيث كانت «العمة» بهية الحريري تمثّله عن أحد المقعدين السنيين.

بالانتظار، تمضي القوى السياسية ومعها المرشحون بوضع اللمسات الأخيرة على لوائحها الانتخابية وتحالفاتهما، أو استكمال تشكيلها لتسجيلها رسمياً قبل 4 نيسان المقبل، ويتوقع أن يستكمل التحالف الانتخابي بين رئيس «تجمع 11 آذار» مرعي أبو مرعي الذي يدعم المهندس نهاد الخولي مع «القوات اللبنانية» التي تدعم المستقلة الدكتورة غادة أيوب والمهندس سعيد الاسمر بانضمام مرشحين جدد لاختيار اسم اللائحة ولونها.

بالمقابل، يعيش «التيار الوطني الحر» المزيد من الإرباك داخلياً حيث لم يحل الخلاف بين النائب زياد الأسود والنائب السابق أمل أبو زيد رغم ترشحهما على اللائحة ذاتها، وخارجياً حيث لم ينجح أي من ممثليه في تحديد موعد مع بعض القوى الصيداوية التي لم تحسم خيارات تحالفاتها بعد، في إشارة إلى أن الأبواب موصدة في وجهه، فالمهندس يوسف النقيب القريب من تيار «المستقبل» أكد أنه ليس بوارد التحالف معه، بينما المسؤول السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» الدكتور بسام حمود ثابت على موقفه بعدم تكرار تجربة الدورة الماضية.

مواقف لافتة

وسط هذا، لفت الانتباه اللقاء الذي عقد بين الدكتور حمود والنقيب حيث جرى بحث الشأنين الصيداوي بشكل عام والانتخابي بشكل خاص إضافة إلى الأوضاع الانتخابية والتحالفات التي أبرمت والخيارات المتاحة والمفتوحة واتفق على أن يبقى التواصل مستمراً.

كما لفتت الانتباه سلسلة مواقف من:

- الدكتور عبد الرحمن البزري باعتبار هذه الإنتخابات إستثنائية نتيجة قرارٍ إتخذه تيار سياسي وازن (المستقبل) في المدينة بتعليق نشاطه الإنتخابي، مؤكداً أن التفاهم والتحالف بين تَيارنا السياسي وتيار الدكتور سعد يهدف إلى تأمين حاضنة سياسية للمدينة، وتعزيز قرارها المستقل.. ودعوته للإقبال على الإقتراع للتعبير عن الرغبةِ في التغيير، ومواجهة الطبقة السياسية التي كانت سبباً في انهيار البلاد.

- راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليكيين المطران ايلي حداد خلال استقباله النائب الدكتور سليم خوري، بالتأكيد «إننا على مسافة واحدة من كل المرشحين»، مضيفاً «بين صيدا وجزين نوع من التواصل الطبيعي ويجب أن نتلاقى على منتصف الطريق، وايجاد حلول وسطية، كي نستطيع دائماً خلق تكامل وتضامن واستمرارية بينهما لمصلحة المواطن».

أزمة نفايات... وانتخابات


MISS 3