سنهزم العدو "إن شاء الله"

سنهزم العدو "إن شاء الله"

الشيخ د.حسن أحمد الهواري

بسم الله الرحمن الرحيم


   📝 خدمة المقالات والمقتطفات 📝


 ══════❁✿❁═════            

     سنهزم العدو "إن شاء الله"            

 ══════❁✿❁═════    


الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وآله وصحبه، وبعد:

✍️ فهذا تذكير ونصيحة تتعلق بشيء من أدب الخطاب وفقهه لمن يحتاج كثرة مخاطبة الناس، وبالأخص في مواضع العزم والوعد، وأولى من أوجه له نصيحتي وتذكيري بهذا الشأن: القادة الذين يحتاجون لكثرة المخاطبات - وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي نخوض فيها حرب الكرامة، وجهاد العدو الظالم الغاشم -، وقد لاحظت عدم مراعاة هذا الفقه أحيانًا حتى من بعض القادة الكبار، فيقول بعضهم: "نحن سننتصر"، "سنقضي على التمرد"، "سنحسم هذه الحرب"، ونحو ذلك. 

هذا الأدب والفقه هو مراعاة قول: "إن شاء الله" فيما يستقبل

⛔ وقد يظن بعض الناس أن الأمر لا يسحق هذه العناية. 

🔹 فأقول: كلا، ولا أدل على ذلك من وروده في كتاب الله عز وجل في أكثر من موضع، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن عديدة، وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأنبياء قبله، والصحابة بعده، وهو شائع مشهور عند أهل العلم والصلاح، وإليك بعض الشواهد:

⏺️ قال الله سبحانه: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}، [الكهف:٢٣، ٢٤]. 

⏪ قال العلامة ابن كثير: "هَذَا إِرْشَادٌ مِنَ الله لرسوله صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، إِلَى الْأَدَبِ فِيمَا إِذَا عَزَمَ عَلَى شَيْءٍ لِيَفْعَلَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، أَنْ يَرُدَّ ذَلِكَ إِلَى مَشِيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَّامِ الْغُيُوبِ، الَّذِي يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ".

⏺️ قال الله سبحانه حاكيًا عن نبيه موسى مع الخضر عليهما السلام: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف: ٦٩].

⏺️ وقال الله سبحانه مخبرًا عن نبيه يوسف عليه السلام: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِين} [يوسف: ٩٩].

⏺️ وقال الله سبحانه مخبرًا عن نبيه إسماعيل عليه السلام: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: ١٠٢].

⏺️ وقال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُون} [الفتح: ٢٧].

⏺️ وروى البخاري عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ: «لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

⏺️ وروى البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ المَلاَئِكَةَ يَحْرُسُونَهَا فَلاَ يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ، وَلاَ الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

⏺️ وروى البخاري ومسلم عن عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ أَنَّهُ دعا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: وَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي، فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

⏺️ وروى البخاري ومسلم من حديث أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: "لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ، أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ، يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، "فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: "إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ".

⏺️ وروى أبو داود والترمذي عن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَئِنْ عِشْتُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأُخْرِجَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ».

⏮️ والشواهد في هذا كثيرة، وفي هذا كفاية. 

فوصيتي لكل من يخاطب الناس مراعاة هذا الأدب والفقه، وأخص قادتنا الكرام؛ لأننا نرجو لهم النصر والتوفيق في هذه الحرب الفاصلة، وحفاظهم على هذه الجملة فيه خير عظيم، ويكفي من ذلك ذكر أربعة فوائد:

🔖 الأولى: أن المحافظة عليه مظنة حصول العون والتأييد من الله تبارك وتعالى، { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: ١٢٦].

🔖 الثانية: المحافظة على ذلك مظنة النجاح، وتحقيق المراد، كما في الحديث السابق: "لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ". 

🔖 الثالثة: فيه مراعاة الأدب مع الله سبحانه، {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}، [الكهف:٢٣، ٢٤].

🔖 الرابعة: فيه الاقتداء بالأنبياء والصالحين، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه} [الأنعام: ٩٠]. 

والله ولي التوفيق. 

___________________

نشر بتاريخ: ٧ شوال ١٤٤٥هـ، الموافق 2024/4/16م

════════❁══════

📙 خدمة فضيلة الشيخ الدكتور: حسن أحمد حسن الهواري حفظه الله 📙

════════❁══════

📌 للاشتراك في الخدمة: أرسل ( اشتراك) إلى الرقم

https://wa.me/249128388888

أو الضغط على الرابط

https://telegram.me/Dr_alhawary

📎 انشر تؤجر بإذن الله 📎

Report Page