قطر تستنفر في مواجهة انتقادات حقوقية تسبق المونديال

اللجنة المنظمة للمونديال تقول إنّ التطبيق الصارم لقوانين العمل يمثل تحديا حتى بالنسبة لأستراليا، موضحة أن تطبيق قوانين العمل الجديدة يستغرق وقتا وذلك ردا على انتقادات صدرت عن المنتخب الاسترالي لسجل حقوق الإنسان في الدوحة.

الدوحة - وضعت انتقادات دولية وجهت لقطر قبل أقل من شهر من انطلاق فعاليات مونديال 2022، الإمارة الخليجية في حالة استنفار مع تواتر الردود على تلك الانتقادات من أعلى هرم السلطة ممثلة بأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وصولا إلى المسؤولين عن التنظيم، في محاولة لاحتواء تلك الضغوط مخافة أن تشوش على أكبر تظاهرة كروية في العالم ستشكل علامة فارقة بالنسبة للدوحة وحتى لمحيطها الإقليمي الذي من المتوقع أن يستفيد اقتصاديا من تلك الفعالية على اعتبار عدم قدرة قطر لصغر حجمها، على استضافة ما يزيد عن مليون ونصف المليون تقريبا من جماهير المونديال.

وفي أحدث تحرك في مواجهة سيل من الانتقادات، ردّت 'اللجنة العليا للمشاريع والإرث' المنظّمة لمونديال قطر الخميس على الانتقادات التي وجّهها منتخب أستراليا في كرة القدم إلى الدولة الخليجية بسبب سجلّها في مجال حقوق الإنسان، مؤكّدة أنّ "ما من بلد مثالي".

وتعقيبا على مطالبة المنتخب الأسترالي للدوحة بتحسين معاملة العمّال الأجانب وحقوق أفراد مجتمع الميم في الإمارة، قال متحدّث باسم اللجنة القطرية في بيان إنّ التطبيق "الصارم" لقوانين العمل يمثّل "تحدّياً" حتّى بالنسبة لأستراليا.

ومن بين المنتخبات الـ32 التي ستشارك في نهائيات كأس العالم في قطر، كان المنتخب الأسترالي الأول الذي يصدر لاعبوه بيانا مشتركا يهاجم السجلّ الحقوقي للدولة المضيفة للمونديال.

وقال لاعب الوسط جاكسون إيرفين في مقطع فيديو أدلى فيه 16 لاعبا بتعليقات "لقد أدركنا أنّ قرار تنظيم المونديال في قطر أدّى إلى التسبّب بمعاناة وأذى لعدد لا يحصى من زملائنا العمّال".

وإذ أقرّ لاعبو المنتخب الأسترالي بالجهود التي بذلتها قطر لتحسين ظروف العمّال المهاجرين على أراضيها، شدّدوا على أنّ هذه التحسينات "لم تكن متّسقة".

وحضّ الاتّحاد الأسترالي لكرة القدم بدوره الدولة الخليجية الغنية بالغاز على تليين موقفها من العلاقات الجنسية المثلية التي يجرّمها القانون الجنائي القطري.

والخميس، قالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في بيانها "نشيد باستخدام لاعبي كرة القدم لمنصّاتهم من أجل التوعية بقضايا مهمّة"، مضيفة "لقد بذلنا قصارى جهدنا لضمان أن يكون لهذا المونديال تأثير في تحسين حياة الناس".

وشدّد المتحدّث القطري على أنّ "حماية صحّة وسلامة وأمن وكرامة كلّ عامل يساهم في كأس العالم هي أولويتنا".

وسلّطت اللجنة القطرية في بيانها الضوء على الإصلاحات التي أجرتها الدوحة في السنوات الخمس الماضية لناحية سلامة مواقع البناء وظروف العمل.

وبالفعل، فقد أشادت اتحادات العمال الدولية والفيفا بهذه الإصلاحات، لكنّها مع ذلك دعت الدوحة إلى فعل المزيد على هذا الصعيد.

وقال البيان القطري إنّه "غالبا ما يستغرق تنفيذ القوانين الجديدة والإصلاحات وقتا، والتطبيق الصارم لقوانين العمل يمثّل تحدّيا عالميا، بما في ذلك في أستراليا"، مضيفا "ما من بلد مثالي، وكلّ بلد - سواء أكان يستضيف أحداثا كبرى أم لا - لديه تحدّياته".

ولم تأت اللجنة في بيانها على ذكر حقوق أفراد مجتمع الميم، لكنّها قالت إنّ "هذا المونديال ساهم في إرث من التقدّم والممارسة الأفضل وتحسين الحياة وهو إرث سيظلّ طويلا بعد آخر ركلة" لكرة القدم في المونديال.

ومن المقرّر أن يضع قادة عدد من المنتخبات الأوروبية الرائدة في كرة القدم بما فيها إنجلترا وفرنسا وألمانيا على زنودهم شارات بألوان قوس القزح الذي يمثّل أفراد مجتمع الميم، وسيُكتب على هذه الشارات شعار "حبّ واحد" في حملة ضدّ التمييز خلال كأس العالم.