عادي
2000 فعالية أدبية وفنية في مختلف المجالات

معرض أبوظبي للكتاب.. الثقافة للجميع

19:08 مساء
قراءة 4 دقائق
جدارية في ركن الفن بالمعرض| تصوير محمد السماني
أبوظبي:
عبد الرحمن سعيد

تستقطب فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، زوار من مختلف الجنسيات والفئات العمرية والشرائح المجتمعية، نظراً لما توفره من أنشطة ثقافية وترفيهية متعددة للكبار والصغار، حيث تعد هذه الدورة الأكبر في تاريخ المعرض من ناحية المساحة، وعدد المواقع الثقافية التي تستضيف ما يزيد على 2000 فعالية ثقافية وأدبية ومعرفية وفنية، وتشهد مشاركة أكبر عدد من العارضين والناشرين بإجمالي يتعدى ألفاً و300 عارض من أكثر من 85 دولة يقدمون نحو 500 ألف عنوان.
وتعتبر هذه النسخة استثنائية بالنظر إلى حجم وتنوع فعالياتها التي توفر تجربة ثقافية وفنية وأدبية مميزة تلبي تطلعات واهتمامات الزوار من مختلف الأذواق والفئات العمرية، بما يساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي عاصمة للكتاب ومنارة للإشعاع الثقافي والفكري.
ويستقبل المعرض زواره في 6 مواقع ثقافية تضم إلى جانب «أدنيك»، كلاً من المجمع الثقافي - أبوظبي ومنارة السعديات وجامعة السوربون أبوظبي وجامعة نيويورك أبوظبي، والسفينة «لوجوس هوب»، أكبر معرض كتاب عائم في العالم، والتي ترسو حالياً في ميناء زايد.

جداريات

وقالت صبحة العامري مدير قسم الخدمات الفنية في مركز أبوظبي للغة العربية ومنظمة ركن الفنون في المعرض لـ«الخليج»: يشارك في ركن الفن هذا العام 5 رسامين جداريات ينفذون رسومات بأحجام كبيرة، منها الفنية، وأخرى لشخصيات تاريخية كابن خلدون الشخصية المحورية للمعرض، فضلاً عن 5 طلاب يحاكون الرسومات الجدارية للفنانين المشاركين، بعد عدة اجتماعات عقدت قبل المعرض، طرح خلالها الفنانين عدة أفكار ينفذها هؤلاء الطلاب.
وأشارت إلى أن «مشاركة الركن في المعرض تعتبر الثانية على التوالي، وحرصنا خلال هذا العام على استقطاب الفنانين المؤثرين من خلال أعمالهم المتميزة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تقييم أعمال هؤلاء الفنانين داخلياً ومن ثم اختيار عدد منهم».
وبينت أن هناك 25 طالباً وطالبة يشاركون في الركن لعرض أعمالهم الفنية وتنفيذها، حيث نرسخ من خلال الركن فكرة أن الفن وسيلة من وسائل التواصل ما بين أفكار الفنان والمجتمع، وبناء عليه، استقطبنا أهم الفنانين الذين يرسمون رسماً حياً مباشراً أمام الجمهور.
وذكرت أن التقنيات والخامات المستخدمة للرسم مختلفة، ومنها الرسم على الجلود والورق بأحجام مختلفة، كما أن الألوان المستخدمة متعددة، ومنها الألوان الزيتية، وبالقلم الرصاص والفحم، وألوان الاكريلك، فضلاً عن الرسم بالتصوير الفوتوغرافي، والرسم الرقمي الذي انتشر مؤخراً، حيث ترسم الفنانة على اللوائح الذكية «التابلت»، ومن ثم تطبعها، ويتفاوت الوقت المستغرق للرسمة نظراً لأن هناك رسومات تتضمن تفاصيل متعددة، وغيرها بسيط، ورسم الكاريكاتير الذي يستغرق 5 دقائق لرسم الشخص الواحد، ويلاقي إقبالاً كثيفاً من أطفال المدارس.
وبيّنت أن هناك فرصة للجمهور المهتم بالفن، ولكن لا يدرك كيف يبدأ، حيث يخصص الفنانون وقتاً لتقديم النصائح للجمهور، مع إتاحة الفرصة للسؤال عن أدوات الرسم والتقنيات المستخدمة.

168 إصداراً

ويقدم مجلس حكماء المسلمين من خلال مشاركته في المعرض بدورته الحالية، والتي تعتبر المشاركة الخامسة على التوالي، 168 إصداراً من مطبوعات المجلس، حيث تتضمن الإصدارات المعروضة مواضيع متنوعة، منها الدينية والتراثية، بالتعاون مع الأزهر الشريف، حيث تعتبر تلك الإصدارات حقوقاً حصرية لمجلس حكماء المسلمين، فضلاً عن كتب مترجمة عن الأدب الأوروبي والأمريكاني من كتاب دوليين، بعناوين مختلفة مثل «إدراك التعايش، الحوكمة في الإسلام، مواجهة إسلاموفوبيا».
وبيّن المجلس أن هناك 12 كتاباً تعرض لأول مرة في الإمارات من خلال المعرض، أبرزها كتاب «من دفاتري القديمة» لفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وكتاب التسامح الديني، وكتاب مواجهة الإسلاموفوبيا في أوروبا لكتّاب من أوروبا، ويصدر المجلس عادة كتبه الجديدة مطلع يناير/ كانون الثاني من كل عام، مع معرض القاهرة الكتاب.
وأكد المجلس أنه يهدف من خلال مشاركته في المعرض الذي يترتب ضمن أفضل المعارض عالمياً بتسجيل حقوق النشر عالمياً، البحث عن دور النشر والترجمة لمزيد من التوسع في مجال النشر والكتاب، فضلاً عن توطيد العلاقات الدولية للمشاركة في معارض الكتاب على مستوى العالم، ويوفر المجلس من خلال مشاركته برنامجاً ثقافياً يتضمن قائمة من المتحدثين في مجال الأخوة الإنسانية والتسامح ونبذ خطاب التطرف والإرهاب.

تفاعل

وفي سياق التفاعل مع الأحداث والمتغيرات على الساحة الدولية والإقليمية، يركز مركز «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة» في إصداراته الجديدة من سلسلة «كتب المستقبل»، والتي تضمنت ثلاثة كتب جديدة، على التنافس بين القوى الكبرى في النظام الدولي وتداعيات ذلك على منطقة الشرق الأوسط، إذ يتناول الكتاب الأول بعنوان «الإندو-باسيفيك.. التنافس الدولي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، التنافس بين الفاعلين الدوليين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والذي تصاعد، في السنوات الأخيرة، وامتد ليشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وانعكاسات ذلك على منطقة الشرق الأوسط.
فيما يستعرض الكتاب الثاني بعنوان «المنظور الجيوثقافي.. توظيف القوى الكبرى للثقافة في العلاقات الدولية»، الأبعاد الجيوثقافية للتنافس بين القوى الكبرى في النظام الدولي، من خلال استكشاف النماذج الثقافية المتنافسة للقوى الكبرى، خاصة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، كما يضيف الكتاب الاتحاد الأوروبي، كقوة ثقافية جماعية، تتلاقى تارة مع النموذج الأمريكي في سياق القيم والتقاليد والثقافة الغربية، بينما تأخذ تارة أخرى أبعاداً استقلالية بحكم الخصوصيات الثقافية للدول والمجتمعات الأوروبية.
ويأتي الكتاب الثالث بعنوان «قوى التغيير: مستقبل الشرق الأوسط بين محركات الداخل وتفاعلات الخارج»، ليدرس العوامل الداخلية أي تلك المتعلقة بالأوضاع الداخلية، وعلاقتها بالعوامل الإقليمية والتي تعني العلاقة بين الدول العربية ببعضها بعضاً، وعلاقة كل منها بدول الجوار الجغرافي، تركيا وإيران وإسرائيل، وتمت دراسة هذا وذاك في سياق التفاعل مع التحولات الدولية وسياسات الدول الكبرى في العالم عموماً، وتجاه منطقة الشرق الأوسط تحديداً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycxpusrr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"