من الظلم أن تبدأ رواية القصة من السابع من أكتوبر عام 2023، لأن العقاب الذي يواجهه الشعب الفلسطيني الآن مستمر منذ 75 عام من قبل ظهور حماس أو أى مجموعة فلسطينية مسلحة أخرى. لم يسجل التاريخ أن الفلسطينيون أو العرب قد شاركوا في المحارق النازية أو محاكم التفتيش ولكنه سجل طردهم من قراهم ومدنهم بأشد الطرق وحشية وقسوة على يد ارهاب العصابات الصهيونية المستمر منذ عام 1948 والذي لم يتوقف حتى أن الفلسطينيون الذي لايزالون يعيشون في أرض فلسطين التاريخية غالبا ما يعيشون كمهجرين في ظروف فصل عنصري غير انسانية.

ومع ذلك لم يسجل التاريخ أن أى مبادرة للسلام خرجت من اسرائيل نحو جيرانها العرب بل كان العرب – المصريون تحديدا - هم المبادرون بالتوجه بأول دعوة للسلام بعد حرب 1973. ورغم توقيع أول معاهدة سلام بين مصر واسرائيل في عام 1978 ورغم توقيع اتفاقية أوسلو في عام 1993 المعروفة باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي واتفاق غزة أريحا في 1994 الذي أنشأ السلطة الفلسطينية إلا أن الممارسات الاسرائيلية العنصرية خاصة الاستيطان والسور العازل نسفت العملية من الأساس وحولت غزة إلى أكبر معسكر اعتقال مفتوح في العالم ولم تترك أي مجال للشعوب العربية لقبول وجود اسرائيل في المنطقة الا كاحتلال أجنبي مفروض عليها بالقوة ما يعني أن السلام سيظل دوما هشا وغير مستدام.

وما يحدث في غزة الآن مثال على الاجرام الصهيوني الذي لا يمكن لأى صاحب ضمير أن يقبله، فضلا عن مخالفته للقوانين الدولية حيث ينص نظام روما الأساسي على أن: "الاستخدام المتعمد لتجويع المدنيين باعتباره أسلوبًا من أساليب الحرب يعد جريمة حرب في النزاعات المسلحة الدولية" بينما قالت نائبة رئيس الأمم المتحدة للشئون الإنسانية "أن نفاذ الوقود داخل مستشفيات قطاع غزة يعنى أنه حكم بالإعدام على المرضى والجرحى وهم بالآلاف وهذا أيضا حكما بالإعدام على المواطنين نتيجة توقف المياه وسيارات الإسعاف والدفاع المدنى والمخابز".

وينص نظام روما الأساسي على أن من جرائم الحرب أيضا "إلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك وبالمخالفة للقانون وبطريقة عابثة" بينما تم حصر 6 آلاف مبنى سكنى وبرج مملوكة للمواطنين بواقع أكثر من 17 ألف وحدة سكنية هدمت بالكامل و164 ألف وحدة سكنية تضررت ، بالإضافة إلى قرابة 11 ألف وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن ، أى أن نصف وحدات قطاع غزة قد دمرت بجانب 67 مقرا حكوميا تم هدمهم فى مختلف المحافظات، هذا بالإضافة الى المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وغيرها، كل ذلك مع الجريمة المستمرة بقطع المياه والوقود والدواء والغذاء عن 2 مليون انسان. وقد أدى القصف أيضا إلى تهجير أعداد إضافية من الفلسطينيين، مما يرفع العدد الكلي للمهجرين إلى حوالي 600,000 شخص يلتمسون الحماية في 150 مكان تابع لوكالة الأونروا في مختلف أنحاء غزة.

وينص نظام روما أيضا على أن من جرائم الحرب "تعمد شن هجوم مع العلم بأن هذا الهجوم سيسفر عن خسائر تبعية في الأرواح أو عن إصابات بين المدنيين أو عن إلحاق أضرار مدنية أو إحداث ضرر واسع النطاق وطويل الأجل وشديد للبيئة الطبيعية يكون إفراطه واضحاً بالقياس إلى مجمل المكاسب العسكرية المتوقعة الملموسة المباشرة" بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أثناء كتابة هذا البيان "الانهيار التام لمنظومة الصحة في غزة وتوقف المستشفيات عن العمل" وهذا بعد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيون في اليوم السابق 5,087 شهيد، شكلت النساء والأطفال منهم أكثر من 62% من الوفيات، حيث استشهد 2,055 طفلًا و1,119 امرأة و19 صحفيا، في حين أصيب أكثر من 15,273 شخصًا. بينما تم تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل.

فأين المجتمع والقانون الدولي وأين القيم الانسانية؟ ان جريمة الصمت الداعم التي تمارسها حكومات العالم أمام وحشية الاحتلال لا يقل بشاعة عما ترتكبه اسرائيل نفسها. بل ويجعل من تلك الحكومات خصما للشعوب التي ترى بعين الضمير ما يحدث على حقيقته كجريمة ابادة جماعية لا تقل بشاعة عن جرائم النازية التي بدأت بها هذه المأساة ويهدم أي مصداقية لأى دعوات مستقبلية من تلك الحكومات لاحترام القانون الدولي وحقوق الانسان.

لقد انتصرت الحركة النقابية عبر تاريخها الطويل دائما وأبدا لقيم السلام والعدالة والمساواة وكان انحيازها الدائم المعلن لقيم حقوق الانسان ورفضها للاحتلال ولذلك، نحن الموقعون أدناه، كجزء من الحركة النقابية المستقلة، اذ نسعى للسلام والاخاء بين شعوب العالم ندعوكم للتضامن معنا ومع حق الشعب الفلسطيني في الحياة وندعوكم لممارسة كل الضغوط الممكنة من أجل إلزام الحكومات بالسعى للوقف الفوري لإطلاق النار وتقديم الدعم الانساني الكامل لسكان قطاع غزة.

الموقعون أدناه

• النقابة العامة المستقلة للعاملين بهيئة الاسعاف

• النقابة المستقلة للعاملين بالمصرية للاتصالات (WE)

• النقابة المستقلة للعامليين بشركة ليوني للضفائر الكهربائية

• النقابة المستقلة للعاملين بشركة مونداليز ايجيبت

• النقابة المستقلة لصيادين دمياط

• النقابة المستقلة لصيادين الجمالية

• النقابة المستقلة لصيادين راس البر وعزبة البرج

• النقابة المستقلة للعاملين بالسياحة بالقاهرة

• النقابة المستقلة للعاملين بالسياحة بالجيزة

• النقابة المستقلة للعاملين بالتجارة الخارجية

• النقابة المستقلة للعاملين بهيئة تعليم الكبار

• النقابة المستقلة للعاملين بالإعمار بالمحلة

• النقابة المستقلة لصغار المزارعين بالمنيا

• النقابة المستقلة للعاملين بالمدن الجامعية بجامعة الأزهر

• النقابة المستقلة للعاملين بأندية هيئة قناة السويس

• النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية بكفر الشيخ

• النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية بالإسماعيلية

• النقابة المستقلة لخدمات السائقين بالقليوبية

• النقابة المستقلة للعاملين بالجودة

• النقابة المستقلة للعاملين بالتنمية المحلية بمنوف

• النقابة المستقلة للعاملين بحقوق عين شمس

• لجنة الدفاع عن الحريات النقابية وحقوق العمل

• المؤتمر الدائم للمرأة العاملة

• دار الخدمات النقابية والعمالية