الحزب الديمقراطي الكردستاني يستعرض عضلاته في دهوك

مازال الحزب الأكثر قوة في المحافظة منذ انتخابات عام 2005.

الحزب الديمقراطي الكردستاني يستعرض عضلاته في دهوك

مازال الحزب الأكثر قوة في المحافظة منذ انتخابات عام 2005.

Friday, 24 July, 2009
IWPR

IWPR

Institute for War & Peace Reporting

.



ففي الانتخابات السابقة عام 2005، قتل أربعة من موالي الاتحاد الإسلامي الكردستاني، وأحرقت مكاتبهم. كما أصيب ناشطون آخرون.



وكانت اللائمة قد ألقيت على موالي الحزب الديمقراطي الكردستاني حول تلك الهجمات، التي وقعت عقب انسحاب الاتحاد الإسلامي الكردستاني من التحالف معه، لكن قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني سارعوا لشجب أعمال العنف تلك.



في هذه المرة، هناك توتر اقل، والحملة الانتخابية يسودها الصمت بعض الشيء. أما قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الإسلامي فهم يصرحون بالتقاء أهدافهم، حتى وان كانوا ممثلون بقوائم مختلفة.



ويبقى الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم الأقوى في دهوك، حيث يشكل نصف ائتلاف القائمة الكردستانية، والتي ضمت اكبر المتنافسين في المنطقة واحتلت أفضل الأماكن للإعلان. إضافة إلى بعض السيارات التي تحمل دعايات القائمة، والتي يمكن مشاهدتها بوضوح وهي تجول عبر الشوارع الرئيسية.



الموالون للأحزاب السياسية الأخرى في المحافظة تعالت اتهاماتهم بإزالة وتشويه ملصقاتهم الدعائية، بينما بقيت معظم الملصقات التي تخص القائمة الكردستانية في مكانها.



وتوصف محافظة دهوك بأنها منطقة منعزلة في كردستان- فهي منطقة جبلية هادئة نسبيا تتمتع بحس قوي للفخر والانتماء للمدينة.



في مركز المدينة، يعرف عن السكان بأنهم يجمعون النفايات بأنفسهم في محاولة منهم للحفاظ على سمعة مدينتهم بكونها الانظف في كردستان. ففي المدن الأصغر، معظم الحملات الدعائية تجري على شكل زيارات للمنازل.



يتكلم سكان محافظة دهوك باللهجة البهدنانية، وهي لهجة شبيهة بالكردية التي ينطق بها سكان جنوب تركيا، والتي تختلف عن اللهجة السورانية التي تسود منطقتي اربيل والسليمانية.



أما وجهاء المنطقة فقد عملوا بجد للفوز بالإحترام و التقدير ضمن صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث يعتقد موالوهم بأن الحزب هو أفضل من يمثل مصالحهم.



برفان ازاد، وهو احد سكان محافظة دهوك يقول بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني "هو قرة اعيننا، فلا نستطيع العيش دونه". يواصل قائلا "قائد الحزب، مصطفى بارزاني، كرس حياته في سبيل الامة الكردية، أبنه و حفيده يقودان الحزب حاليا". ومصطفى بارزاني بطل الثورة الكردية المعروفة ضد نظام بغداد منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى السبعينيات منه.



وعلى الرغم من وجود بعض المؤيدين للإسلاميين او قائمة التغيير، فأن الإشارة لذلك تبدو قليلة في شوارع المحافظة.



ويزدري قادة الاتحاد الإسلامي الكردستاني في تصريحاتهم التصرفات العلمانية كاحتساء الكحول واختلاط الجنسين ما قبل الزواج. لكن مراقبين يرون بأن تأييدهم وشعبيتهم هذه المرة بدأت تتقلص بسبب قرارهم الانضمام الى حزبين علمانيين يساريين.



سامية شكري، وهي من سكنة مدينة دهوك مركز المحافظة، تعلق بالقول "لقد صوت لصالح الاتحاد الإسلامي الكردستاني سابقا، إلا إنني لن أصوت لهم هذه المرة بسبب انضمامهم لبعض الملحدين".



وأضافت بأنها قررت التصويت لصالح مسعود برزاني فقط، وهو قائد الحزب الديمقراطي الكردستاني ومرشح للانتخابات الرئاسية في إقليم كردستان، والتي تتزامن مع التصويت البرلماني في 25 من تموز.



ويبدو المحرك الرئيسي للاقتصاد في دهوك هو التجارة مع الجارة تركيا في المناطق الحدودية في زاخو و مدينة دهوك القريبة منها. وبرغم ذلك فأن اهالي زاخو غالبا ما يشكون من خسارتهم بالرغم من موقع مدينتهم الممتاز. حيث يقولون بأن العقود الكبيرة هي من حصة الشركات التركية وبأن افضل الوظائف هي من حصة سكان دهوك.



وكذلك فهم يقولون بان معظم المسؤولين رفيعي المستوى في الحزب الديمقراطي هم من سكنة دهوك، وليس زاخو.



يذكر ان الحملات الانتخابية في زاخو تتمتع بطاقة أكثر، وذلك لأن السكان المحليين يأملون من قادتهم النظر في احتياجاتهم.



ويعلق شاب من أهالي زاخو طلب عدم ذكر اسمه "لقد أهملت زاخو من قبل الحكومة بينما تشهد معظم الاماكن تطورا ملحوظا" ويوضح "الكل متحمس لهذه الإنتخابات لأن كل القوائم وعدت بالتطور".



وفي سؤال عن اختياره في التصويت، قال الشاب "أعلم بأننا جميعا كرد، إلا إنني يجب أن ابحث عن أفضل الخيارات لمدينتي... وهذه أفضل فرصة للقائمة الكردستانية بأن يثبتوا أنهم قادة جميع الكرد- وليس فقط عشيرة او جماعة معينة".



معظم السكان يقولون بان مشكلة المحافظة الكبرى هي إمدادات المياه، والتي أصبحت متقطعة بعد الجفاف في العام الماضي. ذلك إن بعض المناطق في مدينة دهوك تتمتع بالماء الجاري لمدة أربع ساعات فقط كل يوم.



ورغم ذلك، لكن تجهيز الطاقة الكهربائية في دهوك هو اكثر استقرار من أي مكان اخر في كردستان. فمعظم اجزاء المحافظة اعتادت على التمتع بـ12 ساعة من الكهرباء في اليوم الواحد. وبعد ان زار رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني المنطقة في الشهر الماضي، شهدت ساعات التزويد بالطاقة الكهربائية منذ ذلك الحين ارتفاعا الى أن وصلت الى 16 ساعة في اليوم الواحد.



ومع ذلك، فالبعض ما زالوا يشعرون بخيبة الأمل حول مستوى التقدم الحاصل، فق صرح سعدالله علي عبد الرحمن بأنه سيصوت لصالح قائمة التغيير، لأنها "تستطيع الوقوف بوجه الفساد وتعمل لصالح كردستان يتم فيه احترام حقوق الانسان".



نيوار محمد سالم في دهوك، احد متدربي معهد صحافة الحرب والسلام ساهم في اعداد هذا التقرير
Frontline Updates
Support local journalists