مدينة صغيرة تدعي انتصاراً كبيراً

يقول أهالي بهرز ان المقاتلين المحليين الحقوا الهزيمة بالقوات الأمريكية, إلا ان الفرية عانت من الخسائر المدنية

مدينة صغيرة تدعي انتصاراً كبيراً

يقول أهالي بهرز ان المقاتلين المحليين الحقوا الهزيمة بالقوات الأمريكية, إلا ان الفرية عانت من الخسائر المدنية

Tuesday, 22 February, 2005

الشعارات, في قرية بهرز شمال شرقي بغداد, تزين جدران المنازل والمدارس والمحلات تزعم ان اسطورة جديدة تولد.

وبقول احد الشعارات "يعيش مجاهدو بهرز الأبطال". ويقول آخر "يسقط الجواسيس والخونة ـ بهرز مدينة الأبطال".

لقد دارت معركة بين القوات الأمريكية والمتمردين والتي ذكر انها تركت (13) عراقياً قتيلاً و(53) جريحاً. وحولت تلك المعركة المجتمع الزراعي الفقير الى الاهتمام بالقضية الحالية التي يحتفي بها التمرد المناهض للتحالف.

ويقول الجيش الأمريكي أنه لم يعان من أية خسائر في القتال الذي دار يومي 16 و17 حزيران, لكنه أعلن مقتل جندي واحد في المنطقة بسلاح خفيف يوم 18 حزيران.

وكما يحصل عادة في المدن العراقية, فقد انعكس قتال الشوارع في سلسلة من التقارير التي تزعم حصول انتهاكات أمريكية. ويتهم سكان بهرز الجنود الأمريكان باطلاق التار على الأشخاص من غير المشاركين في القتال. واستخدام أحد الأشخاص كدرع بشري.

وعلى أثر قيام الأهالي بالقول بان المتمردين سيقتلون الصحفي, مندوب معهد صحافة الحرب والسلام, كجاسوس أذا ما اتصل بالقاعدة الأمريكية المحلية للحصول على تعليق من المسؤولين فيها, فقد قرر الصحفي عدم الاتصال بهم.

وقال أهالي بهرز ان القوات الأمريكية استهدفت المدينة السنية لأنها تقع قرب الطريق المؤدي الى احدى القواعد الأمريكية الرئيسة الى الشرق, وكانت القرية مصدر هجمات على القوافل.

وعلى وفق ما ذكره الأهالي, فان القتال قد بدأ عندما دخلت القوات الأمريكية الى المنطقة في سياق مداهمات للبيوت. معتقلة عدد من الشباب, واتخذ القناصة الأمريكان مواقعهم على سطوح المنازل, بينما تجمعت العجلات المدرعة في المقبرة.

وقال علي عباس وعمره (16) سنة ان القوات الأمريكية اقتحمت منزله واستخدموه كدرع بشري "أجبرني الأمريكان على البقاء داخل البيت كرهينة بعد ان طلبوا من أهلي مغادرة البيت, ليضمنوا ان المجاهدين لن يهاجمونهم".

وقال أبو علي, والد الصبي, ان القوات الأمريكية اندفعت الى داخل منزله بينما كان يتناول فطوره و"صدموني أكبر صدمة في حياتي".

وقال أبو علي "لقد ناشدتهم, وتوسلت اليهم ان يغادروا المنزل لأن زوجتي مريضة. لكنهم رفضوا وأصروا على البقاء. وطلبوا من المترجم العراقي المرافق لهم ان يخبرنا بالتجمع في احدى الغرف لتجنب أي خطر محتمل. ورفضت. وقررت مغادرة المنزل, إلا انهم أجبروا ابني على البقاء في المنزل كرهينة".

وواصل الصبي علي بقوله "لقد أوثقوا يدي خلف ظهري, ثم استجوبوني. سألوني عن مكان المجاهدين قائلين "أنت تعرف مكانهم, انهم قريبون من هنا", قلت لهم انا لا أعرف أي شيء, فقالوا اني أكذب, وضربني أحد الجنود على كتفي".

وقال علي ان المنزل تعرض للهجوم بعد ذلك, لكنه لم يشاهد القتال لأنه كان محتجزاً في غرفة أخرى.

وذكر ان الجنود في وقت ما قدموا له مشروباً , إلا انه لم يقبل, معتقداً انه خمرة. وقال ان القوات الأمريكية فكت وثاقه في اليوم التالي وأطلقت سراحه, وقال "لم أكن أتوقع اني سأنجو من الأمريكان بهذه السهولة".

أثناء ذلك, ادعت عوائل أخرى ان القوات الأمريكية قتلت بعض أقاربها.

ووقف المزارع خميس عواد البالغ من العمر (39) سنة في الشارع يتلقى التعازي من الناس أمام خيمة تنصب تقليدياً لإقامة مجلس الفاتحة على أرواح الموتى.

وقال خميس "لقد قتلوا زوجتي عندما كانت تحاول اغلاق البوابة الخارجية للمنزل". وكانت زوجنه أماً لتسعة أطفال.

أما وسام محمد فقد قال انه خسر سبعة ملايين دينار, "حيث أتى الحريق على المحل الذي أملكه, ولم أتمكن من اطفائه بسبب القناصة, ماذا سأفعل؟ ان أكثر من (40) شخصاً يعتمدون على المحل في كسب رزقهم".

وانهار محل البقالة لصاحبه قاسم حسين الذي قال "انا لا أملك شيئاً غيره."

وهرب بعض الناس من المنطقة, مثل المزارع صدام حسين سبتي وعمره (36) سنة والذي قال "ما ان سمعت ان الأمريكان يقومون بمداهمة المنازل والاعتقال في المنطقة حتى تركت المنزل".

وصدام هو واحد من الكثيرين الذين أطلق عليم إسم الرئيس السابق, وقال "لقد تعرضت للاعنقال أكثر من مرة لأن اسمي صدام حسين, وهم يشكون باني أقوم بأعمال تخريبية ضدهم."

وبعد القتال على حسب ما يذكر الأهالي فان الناطق باسم الجيش الأمريكي في المنطقة ظهر على تلفاز محطة ديالى المحلي ووعدهم بالتعويض.

وأعلن مدير الشرطة المحلية وليد خالد العزاويأنه سيسجل أسماء الأشخاص الذين فقدوا ممتلكاتهم, ويوزع النقود عليهم.

لكن العديد من سكان بهرز يحتفلون بما يعدونه انتصاراً.

وتدعي المنشورات الصادرة باسم "مجاهدو بهرز" ان المقاتلين أوقعوا (50) قتيلاً وجريحاً في صفوف الأمريكان, وأسقطوا طائرتي استطلاع.

وقال مرتضى جبار الموظف في الشركة العامة للصناعات الكهربائية "لا يمكن ان تتصور مدى سعادتنا عندما طردنا المحتل خارج مدينتنا. دع العالم يعرف انه ليس الفلوجة فقط تواجه الأمريكان وانما هنا أيضاً بهرز البطلة".

*ناصر كاظم ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد

Iraq
Frontline Updates
Support local journalists